والثاني : أنّ النسب إضافة شيء إلى شيء في المعنى فاشبه التثنية والجمع وكما زيد عليهما حرفان كذلك زيد ها هنا.
فصل : وإنّما كسر ما قبل الياء لأمرين :
أحدهما : أنّ الكسرة من جنس الياء فهي معها أخفّ من غيرها.
والثاني : أنه لو ضمّ لوجب تحويلها إلى الكسر ؛ لأن الياء الساكنة لا تثبت بعد الضمّة ولو فتح لالتبس بالمثنى والمضاف فلم يبق سوى الكسر.
فصل : ويشبه النّسب التثنية من ثلاثة أوجه :
أحدها : أنّ في آخر كلّ واحد منهما زائدين.
والثاني : أنّ كلّ واحد منهما منقول فالتثنية نقلت المعرفة إلى النكرة والنسب نقل من الجمود إلى الوصف.
والثالث : أنّ حرف الإعراب في كل واحد منهما هو الزائد دون ما كان قبل ذلك حرف إعراب.
فصل : وتشبه ياء النّسب تاء التأنيث من ثلاثة أوجه :
أحدها : أنّه ينقل الجنس إلى الواحد مثل : زنج وزنجيّ وروم وروميّ كما تقول تمر وتمرة ونخل ونخلة.
والثاني : أنّها تنقل الاسم من الأصل إلى الفرع فالأصل الاسم والفرع الصّفة كما تنقل التاء من التذكير إلى التأنيث.
والثالث : أنها تصير حرف الإعراب كما أنّ التّاء كذلك.
فصل : وإذا نسبت إلى اسم أقررته على حاله إلّا ما أستثنيه والمستثنى من ذلك ضربان مقيس ومسموع لا يقاس عليه.
فمن المقيس الثلاثيّ المكسور العين مثل : نمر وشقرة ، فإنّ عينه تفتح في النّسب فرارا من توالي الكسرتين والياءين.
فصل : فإن كان المكسور العين أربعة أحرف مثل : المغرب وتغلب ، فأكثرهم يقرّ الكسرة في النّسب لوجهين :