أحدهما : أنّه لما سكّن ما قبل العين صار المتحرك بمنزلة أوّل كلمة والذي قبله كآخر كلمة موقوف عليها فيقرّ الكسرة كالنسب إلى عدة عديّ.
والثاني : أنّ كثرة الحروف والفصل بالسّاكن غلبا على الكسرة وصارت كالمنسيّ معهما ومن العرب من يفتحها قياسا على الثّلاثيّ.
فصل : إذا نسيت إلى مقصور ثلاثيّ قلبت ألفه واوا ؛ لأن ياء النسب لا يسكّن ما قبلها والألف لا تكون إلّا ساكنة وقلبت واوا لا غير سواء كان أصلها الواو أو غيرها ؛ لأنها مع ياء النّسب أخفّ من الياء ولم تحذف الالف لالتقاء الساكنين ؛ لأن الاسم الثلاثيّ أقل الأصول فالحذف منه إجحاف به ومؤدّ إلى اللبس.
فصل : فإن كان المقصور أربعة أحرف ففيه القلب ؛ لأن الاسم لم يبلغ غاية الأصول فخرج على الأصل وجاز الحذف ؛ لأنه يبقى على زنة أقلّ الأصول ويصير بالزيادة زنة أكثرها ، ومنهم من يزيد الواو فيقول دنياويّ وهو شاذّ ضعيف في القياس وهو يشبه مدّ المقصور.
فصل : فإن كان خمسة أحرف حذفت لا غير نحو قولك : في مرتجى مرتجيّ ؛ لأن الاسم بلغ أكثر الأصول وبالزيادة يصير سبعة أحرف.
فصل : فإن نسبت إلى منقوص ثلاثيّ نحو عم وشج أبدلت من الكسرة فتحة كما فعلت في نمر فتقلب الياء ألفا فيصير كالمقصور.
فصل : فإن كان أربعة أحرف نحو : قاض جاز إبدال الكسرة فتحة فتقلب الياء الفا ثم واوا ؛ لأنه أوسط الأصول وجاز حذف الياء وتبقى الكسرة كما ذكرنا في المقصور الرّباعيّ ، فإن كان خمسة أحرف فالحذف للطّول لا غير.
فصل : فإن كان قبل الطّرف ياء مشدّدة نحو أسيّد وحميّر حذفت الثانية المتحركة لئلّا تتوالى الكسرتان والياءان والتي تبقى الساكنة فإن كان بعد المشدّدة ياء ساكنة لم تحذف شيئا كقولك : في تصغير مهوّم مهيّم مهيّميّ ؛ لأن الطّرف لا كسرة تليه.
فصل : فإن كان في آخر الاسم ياء مشدّدة قبلها حرف واحد نحو حيّ فككت الإدغام وقلبت الياء الثانية ألف ثم واوا فتقول حيويّ ، وإنّما فعلت ذلك لئلّا يتوالى أربع ياءات وتقول