ومن ذلك : (عضّة) وهي واحدة العضاه من الشجر والمحذوف منها الهاء لقولهم في الجمع : عضاه ، وعضهت الإبل إذا أكلت العضاه ، وبعير عضهيّ وعضاهي ، وقيل : المحذوف منها الواو لقولهم في الجمع عضوات ، وقد جاء في الشعر ومن هذا الأصل قوله تعالى : (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) [الحجر : ٩١] أي : فرّقوه كما تفرّق شعب الشّجرة.
فصل في حذف الباء
قالوا في ربّ : رب بالتخفيف كراهية التضعيف ، وقد قرئ به.
فصل في حذف النون
قالوا في إنّ الثقيلة المفتوحة والمكسورة : (إن وأن) بسكون النون ، وقد ذكرنا عملهما في بابهما.
وقالوا في منذ مذ ، وقد ذكرنا في بابها.
فصل في حذف الحاء
قالوا في الحرح : (حرّ) والأصل حرح لقولهم : حريح وأحراح ، وقد جاء في الشعر.
فصل : وقد حذفت الخاء من بخّ فقالوا : (بخ) بسكون الخاء ، وهي كلمة تقال عند استعظام الشيء يقال : بخ بخ وبخ بخ.
(مهدد) ووزنه فعلل ملحق بجعفر إذ لو كانت الميم زائدة لقال : مهدّ ، فأدغم وكذلك يأججّ ومأجج وزنهما فعلل إذ لو لم يكن كذلك لأدغم.
فصل : وقد حذفت الفاء من سوف فقالوا : سوافعل ، حكاها ثعلب وحذفوها من أفّ ، فقالوا : أف بالإسكان وهي كلمة تقال عند التضجّر بالشيء ، وفيها تسع لغات : أفّ بضم الفاء وتشديدها وحرّكت بالضمّ إتباعا وتفتح ميلا إلى الخفّة في الحرف المضاعف وتكسر على أصل التقاء الساكنين ، وإذا كانت معرفة لم تنوّن وكان التقدير : أتضجّر التضجّر وإن كانت نكرة نوّنت على اللغات المذكورة ويقال أفّي على الإمالة ويقال تفّ بالتاء.