باب (لا)
ولها أقسام ستّة ؛ أحدها : أن تدخل على الاستفهام لتنفي عنه الخبر ، وهذا الباب مختصّ بها وبقيّة أقسامها تذكر في مواضعها واعلم أنّ (لا) هذه عاملة في الاسم على الجملة ؛ لأنها أشبهت : (أنّ) الثقيلة من أوجه :
أحدها : أنّها تدخل على مبتدأ وخبر كما أنّ (إنّ) كذلك.
والثاني : أنّ لها صدر الجملة كما أن (إنّ) كذلك.
والثالث : أنّها لتوكيد النفي كما أنّ (إنّ) لتوكيد الإثبات.
والرابع : أنّها نقيضة : (أنّ) وهم يحملون الشيء على نقيضه كما يحملونه على نظيره وسنرى ذلك مستقصى في موضعه.
وقال بعضهم هي محمولة على : (أن) الخفيفة لوجهين :
أحدهما : أنّها على حرفين مثلها. والثاني : أنّ الخفيفة وتلغي كما أن (لا) كذلك.
فصل : وتعمل النصب في الاسم عند الجميع كما عملت : (إنّ) ، وإنّما تعمله بثلاث شرائط :
إحداها : أن تلي الاسم من غير فصل.
والثانية : أن تكون داخلة على نكرة.
والثالثة : أن تكون تلك النكرة جنسا ، وإنّما عملت بهذه الشرائط ؛ لأنها اختصت بهذه الأشياء وكلّ مختصّ يجب أن يعمل ، وعملت النصب لما ذكرنا من مشابهتها (إنّ).
فصل : واختلفوا في الاسم النكرة المنفيّة ب (لا) نفيا عامّا إذا لم تكن مضافة ولا مشابهة للمضاف هل هي مبنيّة أو معربة؟ فمذهب أكثر البصريّين أنّها مبينّة ، وقال الزجاج والسيرافيّ وأهل الكوفة : هي معربة.
واحتجّ الأوّلون على بنائها من أوجه :
أحدها : أنّ بين : (لا) وبين النكرة حرفا مقدّرا وهو : (من) والاسم إذا تضمّن معنى الحرف بني ، وإنما وجب تقدير : (من) ههنا ؛ لأنها جواب من قال : هل من رجل في الدّار؟ وإنّما دخلت ههنا لتدلّ على الجنس ، وذلك أنّك إذا قلت : هل رجل في الدار؟ أو لا رجل في