باب ما يعرف به المقصور من الممدود
قد ذكرنا في أوّل الكتاب : أنّ المقصور لا يكون إلا في المعرب ، فإن سمّي شيء من المبنيات مقصورا أو ممدودا فعلى التجوّز لوجود مدّ الصوت فيه أو قصره واعلم أنّ كثيرا من الممدود والمقصور لا يعرف إلّا سماعا ، والمرجع في ذلك إلى كتب اللغة ، وإنما يذكر في هذا الباب ما يعرف به المقصور والممدود من المقاييس ، والأصل في ذلك أن تحمل الكلمة التي تشكّ في قصرها أو مدّها على نظيرها من الصحيح ، فإن كان قبل الحرف الصحيح المقابل لألف الكلمة التي يشكّ فيها ألف فهي ممدودة وإلا فهي مقصورة إلّا أن يردّ السّماع بذلك ، وإن لم يجز أن تكون قبله ألف فهو مقصور البتة (١).
أمثلة ما يعرف به المقصور وهي أربعة :
الأوّل : المصدر ، وشرطه : أن يكون فعله على فعل يفعل فهو أفعل أو فعل أو فعلان فالأوّل العشي والعمى ؛ لأن فعلهما عشي وعمي يعشى ويعمى فهو أعشى وأعمى.
والثاني : الصّدى والطّوى ؛ لأن فعلهما صدي وطوي يصدى ويطوى فهو صديان وطيّان.
والثالث : الهوى والرّدى ؛ لأن فعلهما هوي وردي يهوى ويردى فهو هو ورد ، ونظير ذلك كلّه من الصحيح قرع يقرع قرعا فهو أقرع وعطش يعطش عطشا فهو عطشان ونصب ينصب نصبا فهو نصب.
ومن شروط المصدر المقصور أيضا أن يكون على مفعل بفتح الميم ثلاثيا كان أو أكثر نحو المسرى والمدعى ؛ لأن نظيره من الصّحيح المضرب والمقتل ومن الزائد أعطى معطى واستدعى
__________________
(١) الاسم المقصور : هم اسم معرب آخره ألف ثابتة ، سواء أكتبت بصورة الألف كالعصا ، أم بصورة الياء كموسى.
ولا تكون ألفه أصليّة أبدا وإنما تكون منقبلة ، أو مزيدة.
والمنقلبة ، إما منقلبة عن واو كالعصا ، وإما منقلبة عن ياء كالفتى ، فإنك تقول في تثنيتهما «عصوان ، وفتيان».
والمزيدة ، إما أن تزاد للتأنيث كحبلى وعطشى وذكرى ، فإنها من الحبل والعطش والذكر. وإما أن تزاد للإلحاق كأرطى وذفرى. الأولى ملحقة بجعفر والأخرى ملحقة بدرهم. وتسمى هذه الألف «الألف المقصورة».