باب جمع التكسير (١)
وحدّه كلّ اسم جمع تغيّر فيه لفظ واحده ومن هنا يسمّى تكسيرا لتغيّر هيئة واحده كما تتغيّر هيئة الإناء بالتكسير ، والتغيير تارة يكون باختلاف الحركة وزيادة الحرف نحو : أفلس ورجال ، وتارة بتغيّر الحركة فقط نحو : جوالق فالمفرد مضموم الأوّل ، فإذا جمع فتحت وتارة يكون بالنّقصان نحو : حمار وحمر ، وتارة يكون على لفظ الواحد وهو في التقدير مختلف نحو : فلك ، فإنّ الفاء فيه مضمومة في الواحد والجمع ولكن يجب أن يعتقد أنّ الضمّة في الجمع غيرها في الواحد لأنّا وجدنا الضمّة تكون لما الواحد فيه مفتوح أو مكسور نحو : فدّان وفدن وحمار وحمر فدلّ على أنّ حدوث الضمّة في هذا الجمع معلّل بالجمع وهذا مثل ضمّ العين في عريب في التصغير ؛ لأنها غير الضمّة في المكبّر ؛ لأن أوّل المصغّر يضمّ بكلّ حال وكذلك ضمّة الصّاد في قولك : يا منص على قولهم : يا حار غير الضمّة في منصور وعلى هذا تقول في هجان ودلاص الكسرة والالف في الجمع غيرهما في الواحد.
فصل : والجمع على ضربين قلّة وكثرة فجمع القلّة جمع السّلامة وأربعة من التكسير أفعل وأفعال وأفعلة وفعلة نحو أفلس وأجمال وأحمرة وغلمة وما عدا ذلك جمع كثرة وإنّما كان كذلك لأنّك تميّز بها العدد القليل وهو من الثلاثة إلى العشرة.
__________________
(١) جمع التكسير ، ويسمى الجمع المكسر أيضا هو ما ناب عن أكثر من اثنين ، وتغيّر بناء مفرده عند الجمع ؛ مثل «كتب وعلماء وكتّاب وكواتب».
والتّغيير ، إما أن يكون بزيادة على أصول المفرد كسهام وأقلام وقلوب ومصابيح ، وإما بنقص عن أصوله كتخم وسدر ورسل ، وإما باختلاف الحركات ، كأسد. وهي جمع «سهم ، وقلب ومصباح وتخمة وسدرة ورسول وأسد». وهو قسمان جمع قلّة ، وجمع كثرة.
فجمع القلّة ما وضع للعدد القليل ، وهو من الثلاثة إلى العشرة كأحمال. وجمع الكثرة ما تجاوز الثلاثة إلى ما لا نهاية له كحمول.
وهو جمع لشيئين. (الأوّل) اسم ثلاثي ، على وزن «فعل» صحيح الفاء والعين ، غير مضاعف ، كنفس ، وأنفس ، وظبي ، وأطب. وأصله «أظبي» بوزن «أفعل» وشذ مجيئه من معتلّ الفاء. كوجه وأوجه. ومن معتل العين. كعين وأعين. ومن المضاعف. كصكّ وأصكّ ، وكفّ وأكفّ.
(الثاني) اسم رباعيّ مؤنث ، قبل آخره حرف مدّ كذراع وأذرع ، ويمين وأيمن ، وشلّ مجيئه من المذكر كشهاب وأشهب ، وغراب ، وأغرب وعتاد وأعتد ، وجنين وأجنن.