وأمّا تصغير اللّائي واللّاتي فقال سيبويه : استغنوا عنه بتصغير واحده المتروك في جمعه وهو قولهم : اللّتيات وهذا يدلّ على أنّ العرب امتنعت منه ، وأمّا الأخفش فيقيسه فيقول في اللائي : اللّويئا فيقلب الألف واوا ؛ لأنها مثل ألف فاعل ويوقع ياء التصغير بعدها ويقرّ الهمزة ويزيد ألفا أخيرا ويحذف الياء التي بعد الهمزة لئلا تصير الكلمة على ستة أحرف وكأنه حذف الياء لالتقاء الساكنين وكانت أولى بالحذف ؛ لأن الألف لمعنى ويقول في اللاتي اللّويئا على قياس ما تقدّم وقال المازنيّ لمّا لم يكن بدّ من حذف حذفت الألف التي بعد اللّام ؛ لأنها زائدة فتقع ياء التصغير بعد الهمزة والتاء وتدغم فتصير الليّا واللّتيا كلفظ الواحد وحكي عن بعضهم من العرب ضمّ اللام في اللّذيا واللّتيّا. وأمّا من وأيّ فقد تقدّم الكلام في تصغيرهما.
فصل : فإن صغّرت جمع التكسير الكثرة رددته إلى جمع القلّة إن كان له جمع قلّة نحو جمال تقول في تصغيره أجيمال فتردّه إلى أجمال ثم تصغّره وإنّما كان كذلك ؛ لأن التصغير تقليل فلم يجتمع مع ما يدلّ على الكثرة فإن لم يكن له جمع قلّة جمعته بالألف والتاء نحو دريهمات ورجيلات ؛ لأن هذا الجمع جمع قلّة فإن لم يجز في مكبّره الألف والتاء وجاز فيه الواو والنون رددته إلى الواو والنون كقولك في تصغير حمقى إن أردت به جمع أحمق : أحيمقون ، وإن كان جمع حمقاء قلت : حميقاوات ؛ لأن الواو والنون من جموع القلّة.