باب يجمع مسائل تنعطف على الأصول المتقدّمة
مسألة : قد يتفق لفظ اسم الفاعل والمفعول ويختلفان في التقدير نحو : مختار ومجتاز ، وهو محتمل لهما وسبب ذلك أن عين الكلمة ياء متحرك ما قبلها ، فإن كان للفاعل فهي مكسورة فتقديره مختير مثل مخترع ، وإن كان للمفعول فتقديره مختير مثل مخترع وعلى كلا التقديرين تنقلب الياء ألفا ولفظهما واحد ، ولكن تقدّر على الألف كسرة للفاعل وفتحة للمفعول وكذلك محمّر إن جعلته للفاعل كانت الراء الأولى مكسورة ، وإن جعلته للمفعول كانت مفتوحة فتسكّن الراء الأولى وتدغم في الثانية ويكون اللفظ واحدا والتقدير مختلفا وكذلك مقشعرّ.
مسألة : الأصل في مقام ومعاش مقوم ومعيش فتحرّكت الواو وانفتح ما قبلها في الأصل فقلبت ألفا ، وقد ذكرنا تتمّة هذا التعليل في يقال ويباع.
مسألة : الأصل في معيشة معيشة بكسر الياء على قول سيبويه ، وقد أجازوا أن يكون أصلها الضمّ فعلى تقدير الكسر قد نقلت كسرة الياء إلى العين إيثارا للتّخفيف ، وأمّا على تقدير الضمّ فإن حركة الياء نقلت إلى العين وأبدلت من ضمة العين كسرة فانقلبت الواو ياء لمجاورتها الطّرف وأنّ التّاء غير معتدّ بها فصارت مثل أدل وأحق وقال الأخفش لو كان الأصل الضمّ لبقيت الواو مثل معونة ومصوفة ، وإن كان هذا الاسم جمعا مثل : معايش جمع معيشة فالحكم كذلك.
وقال الأخفش : يجوز في الجمع أن يكون الأصل الضمّ فحوّل إلى الكسر والياء لثقل الجمع ، ومثل ذلك : محيص في أنّ الأصل محيص بالكسر مثل منزل ، وأمّا بيض فأصلها بوض مثل سود وحمر إلّا أنّ الياء في القياس نقلت واوا لسكونها وانضمام ما قبلها ، ولكنّهم خالفوا القياس فكسروا ليحصل الفرق بين بيض جمع أبيض وبيضاء وبين قولهم : دجاج بيض جمع بيوض إذا سكّنوا الياء قلبوها واوا.
مسألة : إذا وقعت الواو رابعة قلبت ياء ثم قلبت الياء ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها ، وأصل ذلك أن الفعل المعتلّ اللام إذا كانت لامه واوا وانكسر ما قبلها قلبت ياء للكسرة قبلها ، ثم يحمل الباب كلّه على ذلك نحو : أغزى يغزي وادّعى تدّعي والمصدر مغزى ومدعى