فالألف منقلبة عن ياء منقلبة عن واو وتقول في تراجى وتغازى أصل الألف ياء مبدلة من واو وإن لم يكسر ما قبل الطّرف ؛ لأن الأصل رجّى يرجّي ثم دخلت الزيادة عليه بعد استمرار الإبدال وكذلك تغازى وتعاطى.
مسألة : قد ذكرنا حكم الفعل المشدّد نحو : مدّ وشدّ وردّ ، وعلى قياسه يجب أن يكون استردّ واقشعرّ ؛ لأن الأصل استردد واقشعرر فنقلت حركة المثل الأوّل إلى السّاكن وأدغم في الذي بعده ، فإن وجب تسكين الثاني انفكّ الإدغام وعادت حركة الأوّل إليه نحو : استرددت واقشعررت ، فإن كان المثلان للإلحاق لم يدغم لئلا يبطل حكم الإلحاق ، وذلك نحو : قردد وهو ملحق بجعفر ، فلو أدغمت لسكّنت الأوّل وبطلت مماثلة هذا البناء لجعفر وكذلك اسحنلك واقعنسس هو ملحق باحرنجم.
مسألة : قد تنقل الحركة إلى ما بعدها لضرب من التخفيف أو المجانسة فمن ذلك قوله تعالى : (وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ) [النور : ٥٢] تقرأ بكسر القاف وإسكان الهاء والأصل كسر ؛ لأنّها هاء الضمير إلّا أنّهم سكّنوا القاف والهاء أمّا الهاء فوقفوا عليها فسكّنت ، وأمّا القاف فخفّفوها كما سكّنوا التاء في كتف وشبّهوا المنفصل بالمتّصل فالتّاء والقاف والهاء مثل : كتف فلمّا اجتمع ساكنان حرّكوا القاف بالكسر ، وقد جاء في الشّعر والنثر فمن الشّعر قول الراجز :
قالت سليمى اشتر لنا سويقا
بسكون الراء كأنّه كان ترل مثل : كتف ففعل ما ذكرنا ، وقيل : نوى الوقف على اشتر ثم جعله في الوصل كذلك وقال آخر : [الطويل]
ألا ربّ مولود وليس له أب |
|
وذي ولد لم يلداه أبوان |
وإن كان الاسم على أكثر من أربعة أحرف لزم الحذف نحو : كينونة وديمومة من كان ودام ، وذلك لطول الاسم ، وقد جاء تاما في الشعر قال الراجز :
يا ليت أنّا ضمّنا سفنه |
|
حتّى يعود الوصل كينونة |
والأصل سكون الدّال للجزم ؛ إلّا أنّه حذف حركة اللّام فسكنت فانفتحت الدال لالتقاء الساكنين فمنه قوله تعالى : (وَأَرِنا مَناسِكَنا) [البقرة : ١٢٨] على قراءة من سكّن الراء ومن النثر قولهم : منتفخ ومنتصب بسكون الفاء والصاد.