مسألة : إذا اجتمعت الواو وسكّنت الأولى قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء الأخرى ، وقد ذكرنا علّة ذلك في البدل إلّا أنّ الاسم إذا كان على أربعة أحرف نحو : سيّد وميّت جاز فيه التّشديد وهو الأصل ، والتّخفيف بحذف الياء المنقلبة عن الواو ؛ لأنها قد غيّرت أولا بالإبدال فكانت أولى بالحذف ؛ لأن التغيير يؤنس بالتغيير ، وهذا يكثر فيما عينه واو لثقلها ، وقد جاء منه شيء في الياء فأمّا ريحان ففيه وجهان :
أحدهما : أصله روحان ، فقلبت الواو الساكنة ياء تخفيفا لانفتاح ما قبلها وشبهوها بالمتحركة في القلب كما فعلوا ذلك في آية وطائيّ.
والثاني : أصله ريّحان فيعلان من الرّوح ففعل فيه ما ذكرنا ، وأمّا شيبان ففيه الوجهان.
وقد جاءت الواو والياء غير مغيّرة قالوا : ضيون في السّنّور ، فتركوا القياس فيه تنبيها على الأصل ولقلّة استعمالهم إيّاه وقالوا في الأعلام : حيوة. والقياس : حيّة ، والأعلام يكثر فيها التغيير على ما بيّن في موضعه من النّداء والحكاية وغيرهما.
مسألة : إذا وقعت الواو ثانية بين ألف وكسرة في جمع أو مصدر قلبت ياء فالجمع مثل : حوض وحياض وقد ذكرنا علّته في البدل ، وأمّا المصدر فأبدلت منه الواو مثل حيال ؛ لأنه قد أعلّ في الفعل نحو حال فسرى الإعلال إلى المصدر فإن تحرّكت الواو في الواحد نحو : طويل لم تقلب في الجمع لقوّتها بحركتها في الأصل ، وقد جاء إبدالها في الشّعر فقالوا : طيال.
مسألة : إذا وقعت ألف التكسير بين واوين وجاورت الواو الطرف أبدلت همزة كقولك في جمع أوّل : أوائل ، وفي ذلك وجهان :
أحدهما : أنّه لمّا اجتمعت ثلاثة أحرف معتلّة غيّروا أحدها فرارا من الثّقل واجتماع ذرات العلل فكانت الأخيرة أولى بالتغيير لقربها من الطّرف ووقوع الثّقل بها لتكررها.
والثاني : أنّ الواو لو وقعت طرفا لغّيّرت فكذلك إذا جاورته ؛ لأن الجار يحكم عليه بحكم المجاور فإن اضطرّ شاعر إلى زيادة ياء بعد هذه الهمزة أقرّها ؛ لأن الزّيادة عارضة فحكم المجاورة باق وإن كانت الياء بعد الواو الثانية غير زائدة لم تهمز الواو لبعدها من الطّرف نحو : طواويس ، فإن حذفت هذه الياء لضرورة الشّعر لم تهمز الواو ؛ لأن الحذف عارض فحكم البعد عن الطّرف باق.