باب الإضافة
الإضافة في اللغة : الإسناد ، قال امرؤ القيس : [الطويل]
فلمّا دخلناه أضفنا ظهورنا |
|
إلى كلّ حاريّ جديد مشطّب |
أي : أسندناها ، وبهذا المعنى في هذا الباب ؛ لأن الاسم الأوّل ملتصق بالثاني ومعتمد عليه كاعتماد المستند بما يستند إليه (١).
فصل : وإنما حذف التنوين من الأوّل لوجهين :
أحدهما : أنّ التنوين تدلّ على انتهاء الاسم ، والإضافة يدلّ على احتياج الأوّل إلى الثاني فلم يجتمعا.
والثاني : أنّ التنوين في الأصل يدلّ على التنكير والإضافة تخصّص فلم يجتمعا.
فصل : وأمّا جرّ الثاني بالأوّل فلأنّ الإضافة تقدّر بحرف الجرّ ، ولكنّه حذف ليحصل التخصيص أو التعريف فناب الاسم عن الحرف فعمل عمله كما يعمل الاسم عمل الفعل في مواضع ، وليس في الإضافة تقدير حرف على جهة التضّمن إذ لو كان كذلك لأوجب البناء.
فصل : والإضافة تكون بمعنى : (اللام) وبمعنى : (من) نحو : غلام زيد وأثواب خزّ ، ويتبيّن الفرق بينهما بأشياء : منها أنّ التي بمعنى : (اللام) يكون الثاني فيها غير الأوّل في المعنى ، والتي بمعنى : (من) يكون الأوّل فيها بعض الثاني.
ومنها أنّ التي بمعنى : (اللام) لا يصحّ فيها أن يوصف الأوّل بالثاني ، والتي بمعنى :
(من) يصحّ فيها ذلك.
ومنها أنّ التي بمعنى : (اللام) لا يصحّ فيها أن ينتصب الثاني على التمييز للأوّل ، والتي بمعنى : (من) يصحّ فيها ذلك كقولك : هذا باب حديدا.
فإن قيل : (يد زيد) من أيّ الإضافتين؟
__________________
(١) الإضافة نسبة بين اسمين ، على تقدير حرف الجر ، توجب جرّ الثاني أبدا ، نحو «هذا كتاب التلميذ. لبست خاتم فضّة. لا يقبل صيام النهار ولا قيام اللّيل إلا من المخلصين».
ويسمّى الأوّل مضافا ، والثاني مضافا إليه. فالمضاف والمضاف إليه اسمان بينهما حرف جرّ مقدّر.
وعامل الجرّ في المضاف إليه هو المضاف ، لا حرف الجرّ المقدّر بينهما على الصحيح.