والثالث : أنّ الواو تضمر بعدها (ربّ) ولا تضمر بعد (حتّى).
مسألة : تقول مررت بهم حتّى زيد ، إن جعلتها بمعنى (إلى) لم تحتج إلى إعادة الباء ، وإن جعلتها كالواو أعدت الباء كما تعيدها مع الواو.
مسألة : تقول : أكلت السمكة حتّى رأسها أكلته ، فلك فيه الرفع بالابتداء وما بعده خبر والنصب على وجهين :
أحدهما : أن تنصبه بمعنى الواو فيكون (أكلته) توكيدا.
والثاني : أن تنصبه بفعل محذوف دلّ عليه ما بعده ، أي : حتّى أكلت رأسها ف (حتّى) على هذا داخلة على الجملة تقديرا ، والجر بمعنى (إلى) وأكلته توكيد لا غير ومثل ذلك قول الشاعر :
ألقى الصحيفة كي يخفّف |
|
رحله والزاد حتى نعلّة ألقاها |
يروى (نعله) بالأوجه الثلاثة.
فإن لم تقل : (أكلته) جاز الجرّ بمعنى : (إلى) والنصب بمعنى : (الواو) والرفع على الإبتداء والخبر محذوف ، ومنع الزجاجيّ الرفع في كتاب «الجمل» وهو إمّا سهو وإمّا إن يريد أنّ الرفع بمعنى الواو لا يجوز ، فأمّا على تقدير الابتداء وحذف الخبر لدلالة الكلام عليه فلا مانع منه.
مسألة : تقولك اجلس حتّى إذا جاء زيد أعطيتك. ف (حتّى) هنا غير عاملة ؛ لأن (إذا) يعمل فيها جوابها النصب على الظرف ، فتغلوا : (حتّى) لدخولها على الجملة تقديرا وتصير كالفاء في ربط ما بعدها بما قبلها في المعنى.