باب ما ينتصب على التحذير (١)
وذلك قولك : الأسد الأسد ، تريد : احذر الأسد ، ودلّ التكرير على الفعل المحذوف ، والأشبه أن يكون اللفظ الأوّل هو الدالّ على الفعل ؛ لأن موضع الفعل هو الأوّل (٢).
فصل : وأمّا إيّاك والشرّ فمنصوب بفعل محذوف أيضا ولا بدّ فيه من مفعول آخر معطوف ب (الواو) ومعدّى إليه بحرف جرّ كقولك : إيّاك من الشرّ وإنّما اختاروا إيّاك ؛ لأنها ضمير المنصوب المنفصل ، وإذا حذف الفعل لزم أن يكون الضمير منفصلا وجاؤوا بالواو وحرف الجرّ ليدلّوا على ذلك الفعل المحذوف كأنّه قال : اتّق الشرّ ، أو ابعد من الشرّ ، والمختار عندي : أن يقدّر له فعل يتعدّى إلى مفعولين نحو : جنّب نفسك الشرّ ، ف (نفسك) في موضع إيّاك ، وقد جاء بغير واو على هذا الأصل قول الشاعر : [الطويل]
فإيّاك إيّاك المراء فإنّه |
|
إلى الشرّ دعّاء وللشرّ جالب |
__________________
(١) التّحذير نصب الاسم بفعل محذوف يفيد التّنبيه والتّحذير. ويقدّر بما يناسب المقام كاحذر ، وباعد ، وتجنّب ، و «ق» وتوقّ ، ونحوها. وفائدته تنبيه المخاطب على أمر مكروه ليجتنبه. ويكون التحذير تارة بلفظ «إيّاك» وفروعه ، من كلّ ضمير منصوب متصل للخطاب ، نحو «إياك والكذب ، إياك إياك والشرّ ، إياكما من النفاق إياكم الضّلال ، إياكنّ والرّذيلة.
ويكون تارة بدونه ، نحو «نفسك والشرّ ، الاسد الاسد». وقد يكون ب «إيّاه ، وفروعهما ، إذا عطف على المحذّر
(٢) التّحذير نصب الاسم بفعل محذوف يفيد التّنبيه والتّحذير. ويقدّر بما يناسب المقام كاحذر ، وباعد ، وتجنّب ، و «ق» وتوقّ ، ونحوها.
وفائدته تنبيه المخاطب على أمر مكروه ليجتنبه.
ويكون التحذير تارة بلفظ «إيّاك» وفروعه ، من كلّ ضمير منصوب متصل للخطاب ، نحو «إياك والكذب ، إياك إياك والشرّ ، إياكما من النفاق إياكم الضّلال ، إياكنّ والرّذيلة.
ويكون تارة بدونه ، نحو «نفسك والشرّ ، الاسد الاسد». وقد يكون ب «إيّاه ، وفروعهما ، إذا عطف على المحذّر