باب الإدغام
الإدغام (١) : وصلك حرفا ساكنا بحرف مثله من موضعه من غير فاصل بينهما بحركة ولا وقف فتصيّرهما بالتداخل كحرف واحد ترفع لسانك بهما رفعة واحدة وتشددّه وهو مقدّر بحرفين الأوّل منهما ساكن.
وأصل الإدغام في اللغة : الإخفاء والإحكام.
والعلّة في الإدغام : أنّ الحرفين إذا كانا مثلين كان مخرجهما واحدا فيثقل على اللسان أن يرفعه ثم يعيده في الحال إلى موضعه وهذا شبّه بمشي المقيّد ؛ لأنه كان لا يزايل موضعه ويقع في الكلام على ضربين :
أحدهما : إدغام حرف في مثله قبل الإدغام.
والثاني : أن يكون الأوّل مقاربا للثاني فيبدل حرفا مثله ليمكن إدغامه.
فالضّرب الأوّل على ضربين :
أحدهما : أن يكون في كلمة واحدة ، فإن كانت فعلا ثلاثيا لزم الإدغام نحو شدّ ومدّ وفرّ وقصّ وعضّ ، وقد سبق ذكره ، وإن كانت اسما على وزن الفعل فكذلك نحو : رجل ضفّ الحال أي ضفف بكسر الفاء الأولى ولا يستثنى من ذلك إلّا الاسم المفتوح العين نحو : طلل وشرر.
فأمّا المضموم نحو : سرر جمع سرير وسرر جمع سرّة فلا يدغم إذ ليس في الأفعال له نظير ، وقد يجيء في الشذوذ فكّ الإدغام بالقياس نحو لححت عينه وقوم ضففوا الحال والقياس إدغامه.
فأمّا قصّ الشاة وقصصها فليس من فكّ الإدغام بل هما لغتان سكون العين وفتحها ، وقد يفكّ الشاعر الإدغام للضرورة ، وقد ذكر في موضعه.
__________________
(١) الإدغام هو عبارة عن خلط الحرفين وتصييرها حرفا واحدا مشددا وكيفية ذلك أن يصير الحرف الذي يراد إدغامه حرفا على صورة الحرف الذي يدغم فيه فإذا تصير مثله حصل حينئذ مثلان وإذا حصل مثلان وجب الإدغام حكما إجماعيا فإن جاء نص بإبقاء نعت من نعوت الحرف المدغم فليس ذلك الإدغام بإدغام صحيح لأن شروطه لم تكمل وهو بالإخفاء أشبه.