باب الندبة
هي : (فعلة) من (ندبته) أي : حثثته فكأنّ النادب يحثّه حزنه على الندبة أو يحثّ السامع على الحزن على المندوب وحروفها : (وا) و (يا). وقيل : (آ) أيضا وأكثر من يتكلّم بها النساء لضعف قلوبهنّ (١).
فصل : وتزاد في آخر المندوب إذا وقف عليه (الألف) ليزداد مدّ الصوت ليشيع حال المندوب ويدل عليتفجّع النادب ، وتزاد عليها (هاء) لتبيين الألف فإن حذفت الهاء لم تأت بالألف لئلّا يظن أنّها بدل من ياء المتكلّم.
فصل : ولا يندب إلا العلم أو المضاف إذا كان المندوب مشهورا به ليكون عذرا للنادب كقولك : وا زيداه وا عبد الملكاه وا من حفر بئر زمزماه وا انقطاع ظهرياه.
فصل : وإذا خفت من إثبات الألف لّبسا قلبتها من جنس الحركة التي قبلها كقولك : في غلامه : (وا غلامهه) ولا تقول : (اغلامهاه) لئلّا يلتبس بغلامها للمؤنّث وتقول إذا ندبت غلامك : (وا غلامكيه) ولا تقول : (وا غلامكاه) لئلّا يلتبس بالمذكر وعلى هذا فقس.
مسألة : لا يجوز أن تلحق علامة الندبة الصفة نحو : (وا زيد الظريفاه) وأجازه الكوفيّون ويونس.
__________________
(١) النّدبة هي نداء المتفجّع عليه أو المتوجّع منه ، نحو «وا سيّداه!. وا كبداه!».
ولا تستعمل لنداء المندوب من الأدوات إلا «وا». وقد تستعمل «يا» ، إذا لم يحصل التباس بالنداء الحقيقي. ولا يجوز في النّدبة حذف المنادى ولا حذف أداته.
وللمنادى المندوب ثلاثة أوجه
١ ـ أن يختم بألف زائدة لتأكيد التّفجّع أو التوجّع ، نحو «واكبدا!».
٢ ـ أن يختم بالألف الزائدة وهاء السّكت ، نحو «وا حسيناه».
(وأكثر ما تزاد الهاء في الوقف فان وصلت حذفتها ، إلا في الضرورة ، كقول المتنبي «وا حرّ قلباه ممن قلبه شبم». ولك حينئذ ان تضمها ، تشبيها لها بهاء الضمير. وان تكسرها على أصل التقاء الساكنين. وأجاز الفرّاء إثباتها في الوصل مضمومة أو مكسورة من غير ما ضرورة).
٣ ـ أن يبقى على حاله ، نحو «وا حسين!».
ولا يكون المنادى المندوب إلا معرفة غير مبهمة. فلا يندب الاسم النكرة ، فلا يقال «وا رجل!» ، ولا المعرفة المبهمة ـ كالأسماء الموصولة وأسماء الإشارة ـ فلا يقال «وامن ذهب شهيد الوفاء!» ، إلا إذا كان المبهم اسم موصول مشتهرا بالصّلة ، فيجوز ، نحو «وامن حفر بئر زمزم».