معنى التمنّي ، أي : لا أجد ، وإن قلت : ألا رجل يكرمنا ، فهو على ما كان عليه قبل الهمزة في اللفظ.
واختلفوا في موضع الاسم فسيبويه يرى أنّه منصوب بما في (ألا) من معنى التمنّي ولم يغيّر اللفظ كما أن قولك : رحمهالله لفظه على شيء ومعناه على شيء آخر ، فعلى هذا القول لا يجوز رفع الصفة كقولك : ألا ماء باردا أشربه ، وقال أبو العباس : موضعه على ما كان عليه قبل الهمزة ورفع صفته جائز.
فصل : وأما (ألا) التي للتخضيض فكلمه واحدة وما بعدها منصوب بفعل مضمر ، ويأتي ذكر ذلك في المنصوبات إن شاء الله.
__________________
ـ («ألا» هو مجرد الاستفهام عن النفي ، والحرفان باقيان على معناهما وهو قليل «لسلمى» متعلّق بخبر محذوف تقديره : حاصل ، المعنى : إذا لاقيت ما لآقاه أمثالي من الموت ، هل عدم الاصطبار ثابت لسلمى أم لها تجلّد وتثبّت ، وأدخل «إذا» الظّرفية على المضارع بدل الماضي وهو قليل) وتارة يراد بهما التّوبيخ أو الإنكار وهو الغالب كقوله :
ألا ارعواء لمن ولّت شبيبته |
|
وآذنت بمشيب بعده هرم |
(«ألا» الهمزة للاستفهام و «لا» لنفي الجنس قصد بها التّوبيخ والإنكار «ارعواء» اسمها والخبر محذوف ، ومعناه : الانكفاف عن القبيح).
ومثله قول حسّان بن ثابت :
حار بن عمرو ألا أحلام تزجركم عنّا وأنتم من الجوف الجماخير (الجوف : جمع أجوف وهو الواسع الجوف ، وقال ابن الشجري : هو الذي لا رأي له ولا حزم ، والجماخير : جمع جمخور : العظيم الجسم القليل العقل) وجاء خبر «ألا» جملة فعلية.
وتارة يراد بها التمني وهو كثير كقوله :
ألا عمر ولّى مستطاع رجوعه |
|
فيرأب ما أثأت يد الغفلات |
(«ألا» كلمة واحدة للتمني ، وقيل الهمزة للاستفهام دخلت على «لا» التي لنفي الجنس ولكن أريد به التمني «عمر» اسمها مبني على الفتح وجملة «ولّى» صفة له ، وكذا جملة «مستطاع رجوعه» صفة أخرى وقوله «فيرأب» بالنصب جواب التمني من رأبت الإناء إذا أصلحته ، ومعنى «أثأث» أفسدت).
فعند سيبويه والخليل أن «ألا» هذه بمنزلة «أتمنّى» فلا خبر لها ، وبمنزلة «ليت» فلا يجوز مراعاة محلّها مع اسمها ، ولا إلغاؤها إذا تكرّرت ، وخالفهما المازني والمبرّد فجعلاها كالمجرّدة من همزة الاستفهام. وهذه الأقسام الثّلاثة مختصّة بالدّخول على الجملة الاسميّة.