فأنّث العشر والأمثال مذكّرة ولكن أضيفت إلى ضمير الحسنة وروي عن بعض الفصحاء أنّه قال : ألم تر إلى ما كان من فلان؟ فقيل له : ماذا؟ فقال : جاءته كتابي فاحتقرها فأنكر ذلك عليه ، فقال : أليس صحيفة.
فصل : وقد يشدّد المخفف في نحو قول الشاعر : [الرجز]
ببازل وجناء أو عيهلّ
وقول الآخر : [الرجز]
تعرّضت لي بمكان حلّ |
|
تعرّض المهرة في الطّولّ |
وكقول الآخر (١) : [الرجز]
ضخما يحبّ الخلق الأضخمّا
والأصل تخفيف هذه الأواخر والوجه في تشديدها أنه أراد الوقف ومذهب كثير من العرب الوقف على المشدّد على أن تجعل التشديد بدل الحركة أو التنوين إلّا أن الشاعر أجرى الوصل مجرى الوقف.
فصل : ويجوز له تخفيف المشدّد ، وذلك في القوافي كقول امرئ القيس : [المتقارب]
تحرّقت الأرض واليوم قر
ومنها :
ويحك ألحقت شرّا بشر
وهذا أسهل من الذي قبله ، ومنه قول الفرزدق من الطويل :
تنظّرت نصرا والسّماكين أيهما |
|
عليّ مع الغيث استهلّت مواطره |
يريد أيّهما.
فصل : ومن ذلك حذف الهمزة تخفيفا كقوله : [البسيط]
ويل أمّها في هواء الجوّ طالعة |
|
ولا كهذي الذي في الأرض مطلوب |
أي : ويل أمّها.
__________________
(١) الشطر من شعر رؤبة بن العجاج.
والبيت كاملا :
ثمّت جئت حيّة أصمّا |
|
ضخما يحبّ الخلق الأضخمّا |