فعلل ، وقال قوم : فعفل وهو ضعيف ؛ لأن تكرير اللام هو الكثير وتكرير الفاء شاذ وكون الحرف الثالث : من جنس الأوّل لا يوجب مقابلته بالفاء ألا ترى أنّ أصله قلق ووزنه فعل مثل : سلس.
وأمّا الزيادة من غير الجنس فعشرة أحرف وهي : الواو والياء والألف والهمزة والميم والتّاء والنون والسين والهاء واللّام ، وقد جمعتها في : (لم يأتنا سهو) ، وقد جمعت في : (اليوم تنساه) وفي : (سألتمونيها) وفي : (اسلتمونيها) وفي : (يا أوس هل نمت) وفي : (هويت السّمان) ومعنى كونها زائدة أنّها تكون في بعض المواضع زائدة لا في كلّ موضع ، بل قد تكون كلّها أصولا ، ألا ترى أنّ أوى ويوم وسل كلّها أصول.
فصل : ويعرّف الزائد من الأصليّ بثلاثة أشياء :
الاشتقاق وهو أثبتها.
وعدم النظير في الأصول.
وكثرة زيادة ذلك الحرف.
فمثال المعروف بالاشتقاق مضروب ومستضرب فالميم والواو والسين والتاء زوائد ؛ لأنها غير موجودة في ضرب وضرب.
ومثال عدم النظير كنهبل ، فالنون زائدة لا من طريق الاشتقاق بل من جهة أنّها لو جعلت أصلا لكان وزن الكلمة فعلّل ولا نظير له في الأصول فيقضى عند ذلك بزيادة النون.
ومثال الكثرة زيادة الهمزة أفكل ، فإنّ الهمزة فيه زائدة لا من طريق الاشتقاق إذّ لا يعرف من الفاء والكاف واللّام بناء غير هذا ولا من عدم النظير ؛ لأن الهمزة لو كانت أصلا لكان وزن الكلمة فعللا ونظائره كثيرة.
وقد يجتمع في الكلمة دليلان من هذه الثلاثة يقضيان زيادة الحرف مثل : أحمر فإنّ الاشتقاق والكثرة يدلّان على زيادة الهمزة.
وتنضب يدلّ الاشتقاق وعدم النظير على أنّ التاء زائدة ، واجتماع الثلاثة قليل وسنبيّن ذلك في كلّ حرف نمرّ به إن شاء الله تعالى.