النبي فإن للبيوت ربّاتهن وزوج الرجل هي ربة البيت ، قال مرة بن محكان التميمي :
يا ربة البيت قومي غير صاغرة |
|
ضمّي إليك رجال الحي والغربا |
وقد كانوا لا يبني الرجل بيتا إلا إذا أراد التزوج. وفي حديث ابن عمر : كنت عزبا أبيت في المسجد. ومن أجل ذلك سموا الزفاف بناء. فلا جرم كانت المرأة والبيت متلازمين فدلت البيوت على الأزواج بالالتزام. ونظير هذا قوله تعالى : (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ* إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً* فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً* عُرُباً أَتْراباً* لِأَصْحابِ الْيَمِينِ) [الواقعة : ٣٤ ـ ٣٨] فإن ذكر الفرش يستلزم أن للفراش امرأة ، فلما ذكر البيوت هنا تبادر أن للبيوت ربات.
والمتاع : ما يحتاج إلى الانتفاع به مثل عارية الأواني ونحوها ، ومثل سؤال العفاة ويلحق بذلك ما هو أولى بالحكم من سؤال عن الدّين أو عن القرآن ، وقد كانوا يسألون عائشة عن مسائل الدين.
والحجاب : السّتر المرخى على باب البيت.
وكانت الستور مرخاة على أبواب بيوت النبي صلىاللهعليهوسلم الشارعة إلى المسجد. وقد ورد ما يبين ذلك في حديث الوفاة حين خرج النبي صلىاللهعليهوسلم على الناس وهم في الصلاة فكشف الستر ثم أرخى الستر.
و (مِنْ وَراءِ حِجابٍ) متعلق ب (فَسْئَلُوهُنَ) فهو قيد في السائل والمسئول المتعلق ضميراهما بالفعل الذي تعلق به المجرور. و (مِنَ) ابتدائية. والوراء : مكان الخلف وهو مكان نسبي باعتبار المتجه إلى جهة ، فوراء الحجاب بالنسبة للمتجهين إليه فالمسئولة مستقبلة حجابها والسائل من وراء حجابها وبالعكس.
والإشارة ب (ذلِكُمْ) إلى المذكور ، أي السؤال المقيد بكونه من وراء حجاب.
واسم التفضيل في قوله : (أَطْهَرُ) مستعمل للزيادة دون التفضيل.
والمعنى : ذلك أقوى طهارة لقلوبكم وقلوبهن فإن قلوب الفريقين طاهرة بالتقوى وتعظيم حرمات الله وحرمة النبي صلىاللهعليهوسلم ، ولكن لما كانت التقوى لا تصل بهم إلى درجة العصمة أراد الله أن يزيدهم منها بما يكسب المؤمنين مراتب من الحفظ الإلهي من الخواطر الشيطانية بقطع أضعف أسبابها وما يقرب أمهات المؤمنين من مرتبة العصمة الثابتة لزوجهنصلىاللهعليهوسلم فإن الطيبات للطيبين بقطع الخواطر الشيطانية عنهن بقطع دابرها ولو بالفرض.