وكان فاضلا أديبا ، له شعر حسن. وكان محمد بن عبد الخالق بن أحمد بن يوسف البغدادي قد قدم عليه الموصل ونقل له سماعاته من ابن البطر وطراد وابن طلحة وغيرهم على فروع كتبها له بخطه ، فقبلها الشيخ وحدّث بها ، وكانت باطلة لا أصل لها ، مما اختلقت يداه ، وعلم بذلك فأبطلها أصحاب الحديث ، فلا يقبل من رواية هذا الخطيب إلا ما شوهد أصله ، وكان بخط من يوثق به من الطلبة ، وما سوى ذلك فلا يجوز روايته.
مولده في منتصف سنة سبع وثمانين وأربعمائة ، وتوفي بالموصل في ليلة الثلاثاء لأربع عشرة خلت من شهر رمضان سنة ثمان وسبعين وخمسمائة.
ومن شعره :
سقى الله أياما لنا ولياليا |
|
نعمنا بها والعيش إذ ذاك ناضر |
ليالي لا أصغى إلى لوم عاذل |
|
وطرفي إلى أنوار وجهك ناظر |
من أهل حماة ، وكان يتولى الخطابة بها. كان من ذوي الفضل والنبل والديانة والصيانة. قدم بغداد حاجّا ، ومدح الإمام المقتفي لأمر الله فأكرمه.
ومن شعره في المقتفي :
أتعرف رسما دارس الآي بالحمى |
|
عفا وتهاداه السحاب فأطسما |
سلوت الهوى أيام شرخ شبيبتي |
|
فهل رغبة فيه إذا الشيب عمما؟ |
وقالوا مشيبا كالنجوم طوالعا |
|
وما حسن ليل لا ترى منه أنجما |
ومنه :
وما الشمس في وسط السماء ودونها |
|
حجاب عن الغيم الرقيق مفرق |
بأحسن منها حين تستر وجهها |
|
حياء وتبديه لعلى أرصق |
ومنه :
أعلاق وجد القلب من أعلاقه |
|
وتصاعد الزفرات من إحراقه |
__________________
(١) انظر : تاريخ ابن عساكر ٧ / ٣٦٧.