حرف الفاء
تربى في دار المعتصم ، واختص بولده المتوكل. فلما ولى الخلافة حوله على خاتمه ، ولما سافر المتوكل إلى دمشق كان عديله. وولاه دمشق فاستخلف بها كلباتكين التركي ، وعاد مع المتوكل إلى بغداد. وكان أديبا شاعرا ، غاية في السماحة والجود ، روى عنه أبو العباس محمد بن يزيد المبرد وغيره.
ومن شعره قوله :
بني الحب على الجور فلو |
|
أنصف المعشوق فيه لسمج |
ليس يستملح في وصف الهوى |
|
عاشق يحسن تأليف الحجج (٢) |
لا تعيبن من حبيب دله |
|
دله للحب مفتاح الفرج |
وقليل الحب صرف خالص |
|
خير من حب كثير قد مزج |
دخل المعتصم يوما إلى خاقان يعوده ، فرأى الفتح ابنه وهو صبي ، فقال له : أيما أحسن داري أم داركم؟ فقال الفتح : «يا سيدي ، دارنا إذا كنت فيها أحسن» ، فقال المعتصم : لا أبرح والله أو تنثر عليه مائة ألف درهم ، ففعل ذلك. ومن شعر الفتح قوله :
أيها العاشق المعذب صبرا |
|
فخطايا أخي الهوى مغفورة |
زفرة في الهوى أحط لذنب |
|
من غزاة وحجة مبرورة |
قتل الفتح ليلة الأربعاء ، وقيل : ليلة الخميس بعد العتمة لأربع ليال خلون من شوال سنة سبع وأربعين ومائتين ـ رحمهالله تعالى.
ولد بديار مصر ، ونشأ ببيت المقدس ، وقدم دمشق مع والده ، وكان والده محدّثا
__________________
(١) انظر : فوات الوفيات ٢ / ٢٤٦ ـ ٢٤٨. ومعجم الأدباء ١٦ / ١٧٤ ـ ١٨٦. وفهرست ابن النديم ص ١٦٩.
(٢) في الأصل : «الحج».
(٣) انظر : تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣١٣. وهدية العارفين ١ / ٨١٩. ومعجم المؤلفين ٨ / ٦٨ وكشف الظنون ١٨٦.