وسألته عن مولده ، فقال : أظن في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة.
توفي في عشية الجمعة ثالث رمضان سنة سبع وستين وخمسمائة ، ودفن بمقبرة أحمد.
من أهل الحربية ، سمع أبا القاسم بن الحصين وأبا غالب أحمد بن الحسن بن البناء وإسماعيل بن أحمد بن عمر السّمرقندي في آخرين. وكان شيخا صالحا حسن الأخلاق ، حدّث عنه الإمام أحمد غير مرة ، ودفع إليه قوم من أهل الشام شيئا من المال وذهبوا به متوجهين إلى دمشق ليسمعوا منه هناك ، فلما وصلوا إلى الموصل تسامع به أصحاب الحديث ، فأمسكوه عندهم مدة وسمعوا منه المسند ، وبعد فراغهم من السماع بقي الشيخ أياما ثم مرض ومات ، ولم يقدّر له أن يدخل الشام.
توفي بالموصل في الثاني عشر من محرم سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ، وقد نيف على الثمانين ـ رحمهالله.
تقدم ذكر أبيه وأخيه إسماعيل. ولد بدمشق وسمع بها الكثير من أبي الحسن أحمد ابن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد السلمي وأبي نصر الحسين بن محمد بن طلاب وأبي محمد عبد العزيز الكتاني ، وببيت المقدس من أبي عثمان محمد بن أحمد ابن ورقاء الأصبهاني ، وأكثر عن الحافظ أبي بكر الخطيب بدمشق من مصنفاته.
وقدم بغداد واستوطنها ، وسمع بها الكثير من أبي محمد عبد الله بن محمد الصريفيني وأبي الحسين أحمد بن النقور وأبي منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب العطار وأبوي القاسم عبد العزيز بن علي الأنماطي وعلي بن أحمد البسري. ورحل إلى خراسان فسمع بنيسابور أبا القاسم الفضل بن عبد الله بن المحب ، وبهراة أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري ، وببلخ أبا القاسم أحمد بن محمد بن محمد بن عبيد الله
__________________
(١) انظر : شذرات الذهب ٤ / ٣٣٥. والنجوم الزاهرة ٦ / ١٨١. والعبر ٤ / ٣٠٢.
(٢) انظر : معجم المؤلفين ٦ / ٢٩. والعبر ٤ / ٣٧. وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٦٣. وشذرات الذهب ٤ / ٤٩. والمنتظم ١٧ / ٢١١.