حرف الهاء
من أولاد المحدثين. أسمعه والده الكثير في صباه ، وعمّر حتى حدّث بالكثير ، وانفرد بأكثر مسموعاته ؛ وكان شيخنا قيّما ذكيا متأدّبا ، لطيف المحاضرة ، وفيّا ، حلو الاستشهاد ؛ وكان يعمل من الطرف والملح أشياء غريبة ، من ذلك أنه عمل شطرنجا كاملا من آبنوس وعاج وزنه حبتان وأرزة ، وأنه كان ينقله بالسفت الذي يكون للصائغ لأن الأنامل تعجز عن ضبطه لصغره وخفائه وكان على قدر حبة الخردل. ثم إن أبا القاسم هذا كبر وعجز وافتقر واحتاج إلى الناس ، فساءت أخلاقه ، وصار وسخا قذرا في جميع أحواله ، لا يتنزه عن النجاسات ، ولم يكن في دينه بذاك ، فكان عسرا في التحديث ، وكان يبغض هذا الشأن ويسبّ أباه كيف أسمعه الحديث. سمع أباه وأبا نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان وأبا العز أحمد بن كادش وهبة الله بن الحصين وأبا الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في آخرين. وكان صدوقا ، صحيح السماع.
سألته عن مولده فقال : في سنة عشر وخمسمائة ، وقرأت بخط والده : قال ولد ولدي هبة الله في ليلة الحادي والعشرين من رجب سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.
وتوفي في عشري محرم سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ببغداد ، ودفن من الغد بالقصرية.
* * *
آخر الجزء السابع من «المستفاد من ذيل تاريخ بغداد».
* * *
__________________
(١) انظر : طبقات الشافعية للسبكي ٤ / ٣٢٠ والعبر ٤ / ١٨٤. والدارس في تاريخ المدارس ١ / ٤١٦. ومرآة الجنان ٨ / ٢٧٣.