ونسب ، وبراعة وفضل وأدب ، فيّاض الخاطر بشعر بديع الصنعة ، مليح الصيغة ، مفرغ في قالب الحسن والجودة.
ومن شعره :
يا ربع لو كنت دمعا فيك منسكبا |
|
قضيت نحبي ولم أقض الذي وجبا |
لا ينكرن (١) ربعك البالي بلى جسدي |
|
فقد شربت بكأس الحب ما شربا |
ولو أفضت دموعي حسب واجبها |
|
أفضت من كل عضو مدمعا سربا |
عهدي بربعك للذات مرتبعا |
|
فقد غدا لغوادي السحب منتحبا |
فيا سقاك أخو جفن السحاب حبا |
|
يحبو ربى الأرض من نور الرياض حبا |
وقال في الحمام :
وحمام له حر الجحيم |
|
ولكن شابه برد النسيم |
فذقت به ثوابا في عقاب |
|
وزرت به نعيما في جحيم |
كان إماما فاضلا نبيلا ، انتهت إليه رئاسة أصحاب الشافعي ببغداد. وقال إنه أعرف بالمذهب من أبي إسحاق الشيرازي. وله مصنفات منها «الشامل» و «الكامل» و «تذكرة العالم والطريق السالم» و «كفاية السائل». وهو أول من درس بالنظامية في سنة تسع وخمسين وأربعمائة. سمع مشيخة الحسن بن عرفة من أبي الحسين بن الفضل ، وحدّث بها ببغداد وبأصبهان لما قدمها رسولا من دار الخلافة. روى عنه الحافظ أبو بكر الخطيب في التاريخ وهو أسن منه.
مولده في سنة أربعمائة ، وتوفي في جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وأربعمائة ، ودفن بداره ، ثم نقل إلى باب حرب.
__________________
(١) في الأصل : «لا تنكرن».
(٢) انظر العبر ٣ / ٢٤٤. وشذرات الذهب ٣ / ٣٥٥. وطبقات الشافعية للسبكي ٣ / ٢٣٠. ومرآة الجنان ٣ / ١٢١. والنجوم الزاهرة ٥ / ١١٩. الأعلام ٤ / ١٣٢.
(٣) انظر : تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٧٠ والعبر ٣ / ١٦١. وشذرات الذهب ٣ / ٣٢٥. ومعجم المؤلفين ٥ / ٢٤٢. والأعلام ٤ / ١٣٧