مولده سنة ست وثمانين وأربعمائة ، وتوفي في يوم عاشوراء سنة إحدى وستين وخمسمائة بحماة.
قال ابن عساكر : وكان شاعرا ، له يد بيضاء في القراءات ، وتهجد في الخلوات. مدح المقتفي مرارا ، وخلع عليه ثياب الخطابة ، وقلده أمرها بحماة.
قرأ القرآن بالروايات على أبي الحسن البطائحي ، وتفقه على القاضي أبي يعلى محمد بن أبي خازم بن الفراء ، وقرأ العربية على أبي البركات يحيى بن نجاح وابن الخشاب. سمع الحديث عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبي زرعة طاهر ابن محمد بن طاهر وأبي بكر عبد الله بن محمد بن أحمد النقور في آخرين وحدث. وكان ثقة صدوقا ، غزير الفضل ، كامل الأوصاف ، كثير المحفوظ ، متدينا ، حسن الأخلاق. ذكر لي أنه أضر في صباه.
وله مصنفات كثيرة ، منها : تفسير القرآن وإعرابه ، وإعراب الشواذ (٢) من القراءات ، إعراب الحديث ، المرام في نهاية الأحكام في مذهب الإمام أحمد ، تعليق في الخلاف ، شرح الهداية لأبي الخطاب ، شرح الحماسة ، شرح المقامات ، شرح الخطب النباتية ، والمصباح في شرح الإيضاح والتكملة ، إعراب الحماسة ، التوصيف في التصريف ـ في غير ذلك.
أنشدني علي بن عدلان بن حماد الموصلي النحوي قال : أنشدني شيخنا أبو البقاء عبد الله لنفسه مادحا لابن مهدي الوزير :
بك أضحى جيد الزمان محلى |
|
بعد أن كان من حلاه مخلى |
لا يجاريك في تجاريك خلق |
|
أنت أعلى قدرا وأعلى محلا |
دمت تحيى ما قد أميت من الفضل |
|
وتنفى فقرا وتطرد محلا |
سمعت من ذكر أنه سمع أبا البقاء يقول : ما عملت من الشعر سوى هذه الأبيات. مولده ببغداد في أوائل سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة ، وتوفي في ليلة يسفر صباحها عن تاسع شهر ربيع الآخر سنة ست عشرة وستمائة ، ودفن بباب حرب ـ رحمهالله.
__________________
(١) انظر : وفيات الأعيان ٢ / ٢٨٦. وبغية الوعاة ، ص ٢٨١. والأعلام ٤ / ٢٠٨.
(٢) في الأصل : «إعراب السراد».