من أهل الحظيرة من أعمال دجيل من نهر تاب. قدم بغداد في صباه وقرأ بها الأدب على أبي محمد بن الخشاب وغيره ، وقرأ اللغة على أبي محمد بن الجواليقي ، وبرع في ذلك ، وأنشأ الخطب والرسائل ، وصنف كتابا سماه «تحرير الجواب وتقرير الصواب» ، وكان زاهدا ، حسن الطريقة ، سكن الموصل.
ومن شعره :
مغرم يدعوك شوقا فأجيبي |
|
وأثيبي بالهوى أو لا تثيبي |
كم أنادي معرضا عن سقمي |
|
ومعي من دعا غير مجيب |
يا أصحابي ومن حسن الوفا |
|
أن تجيبوا من دعا عند الخطوب |
ليت شعري من رعى روض الحمى |
|
بعدنا أم من سقى رد القلوب |
مولده سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة ، وتوفي بالموصل لعشر مضت من صفر سنة ثلاث وستمائة.
من أهل أصبهان. سمع أباه وأبا بكر محمد بن ريذة وأبا بكر محمد بن أحمد بن محمد الكاتب ، وعبد الرزاق بن أحمد الخطيب. قدم بغداد حاجّا في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة ، وحدّث بها ، ثم دخلها ثانيا بعد الخمسمائة وأقام مدة بها. وأملى عدة مجالس في جامع القصر. قال ابن ناصر : وضع ابن ملة حديثا وأملاه ، وكان يخلط. قلت : وقد سرد به الحافظ بالصدق ، وكذلك ابن ناصر اليزدي ، ولم أعلم لأحد فيه طعنا إلا ما حكاه ابن السمعاني عن ابن ناصر! فالله أعلم.
مولده يوم الثلاثاء حادي عشر من رجب سنة ست وثلاثين وأربعمائة.
وتوفي في الثالث من ربيع الأول ، سنة تسع وخمسمائة ، يوم الثلاثاء ، وصلي عليه في الجامع العتيق ودفن بالمصلى يوم الأربعاء.
__________________
(١) انظر : المنتظم ١٧ / ١٤٣.
(٢) انظر : المنتظم ١٦ / ٢٣٤. والعبر ٣ / ٢٨٦.