قال أبو داود سليمان بن الأشعث : سمعت أبا توبة الربيع بن نافع يقول : مات إبراهيم بن أدهم سنة اثنتين وستين ومائة ، ودفن على ساحل البحر.
إمام أصحاب الشافعي ومن انتشر فضله في البلاد ، وفاق أهل زمانه بالعلم والزهد والسداد ، وأقر بعلمه وورعه الموافق والمخالف والمعادي والمحالف ، وحاز قصب السبق في جميع الفضائل وتعزى بالدين والنزاهة على كل الرذائل ، وكان سخي النفس ، شديد التواضع ، طلق الوجه ، لطيفا ظريفا ، كريم العشرة ، سهل الأخلاق ، كثير المحفوظ للحكايات والأشعار.
ولد بفيروزآباد بليدة بفارس ، ونشأ بها ، ودخل شيراز ، وقرأ الفقه على أبي عبد الله الأنصاري ، وقرأ على أبي القاسم الداركي ، وقرأ الداركي على المروزي ، وقرأ المروزي علي ابن سريج ، وقرأ ابن سريج على ابن الأنماطي ، وقرأ ابن الأنماطي على المزني والربيع بن سليمان ، وقرء على الشافعي ، ثم دخل بغداد سنة خمس عشرة وأربعمائة وقرأ على القاضي أبي الطيب الطبري ، ولازمه حتى برع في العلم وصار من أنظر أصحابه ، وامتدت إليه الأعين وتقدم على أقرانه.
وكان يدرس بمسجده بباب المراتب إلى أن بنى له الوزير نظام الملك أبو علي المدرسة على شاطئ دجلة فانتقل إليها ، ودرّس بها بعد امتناع شديد ، ولم يزل يدرّس بها إلى حين وفاته.
سمع ببغداد من أبي بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني وأبي علي الحسن بن شاذان وأبي الطيب الطبري ، روي عنه الخطيب الحافظ في بعض مصنفاته شيئا من شعره ؛ وكان عارفا بالأدب.
ومن شعره :
__________________
(١) بهامش الأصل : «الإمام الشيخ أبو إسحاق رضياللهعنه».
(٢) انظر : طبقات الشافعية للسبكي ٣ / ٨٨ ـ ١١١. ووفيات الأعيان ١ / ٩ ـ ١٢. والعبر في خبر من غير ٣ / ٢٨٣. وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ، ترجمة ٢٠٠. الجدير بالذكر أن هذه الترجمة مكانها بالمخطوط بعد ترجمة : «أحمد بن إسماعيل بن يوسف ...». واستبدل مكانها نظرا للترتيب الهجائي.