قال الحافظ أبو بكر الخطيب : وقد رأيت لأبي نعيم أشياء يتساهل فيها ، منها أن يقول في الإجازة : أنا من غير أن يبين! والله أعلم.
قال عبد العزيز النخشبي : لم يسمع أبو نعيم مسند الحارث بتمامه من أبي بكر بن خلاد ، فحدث به كله!.
مولده في رجب سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
وتوفي بكرة يوم الاثنين العشرين من المحرم سنة ثلاثين وأربعمائة ، ودفن وقت الظهر بمردنان تحت قبر أبي القاسم السوذرجاني ، وصلى عليه محمد بن عبد الواحد الفقيه.
وحكى بعضهم أنه رأى في المنام قائلا يقول له : من أحب أن يستجاب دعوته فليدع عن قبر أبي نعيم سبط محمد بن يوسف ـ رحمهالله تعالى.
من أهل دمشق من بيت مشهور بالحديث والرواية. سمع الحديث بدمشق من أبي طاهر الخشوعي (٢) ، وسافر إلى مصر فسمع بها من أبي القاسم هبة الله التوحيدي وإسماعيل بن صالح بن ياسين.
وقدم علينا ببغداد طالبا للحديث وهو شاب في سنة سبع وتسعين وخمسمائة ، وسمع معنا من جماعة من أصحاب ابن الحصين وأبي بكر بن عبد الباقي وعاد إلى دمشق ، ثم إنه سافر إلى أصبهان وأقام بها مدة في سنة ثمان وستمائة ، وحصل من الكتب والأجزاء (٣) عدة أحمال. وعاد بها إلى بلاده ، ثم إنه أقام بحران وسكن بعض قراها إلى حين وفاته ، وحدث هناك وكتب عنه.
أنشدني أبو الحسن أحمد بن أبي الحديد السلمي من حفظه ببغداد قال : أنشدني أبو العباس أحمد بن ناصر قال : أنشدنا محمد بن الحراني (٤) لنفسه في غلام اسمه سهم وقد التحى :
__________________
(١) انظر : مرآة الزمان ، لبسط ابن الجوزي ، ص ٢١١.
(٢) في الأصل بدون نقط.
(٣) في الأصل : «الأجرا».
(٤) في الأصل : «البحراني».