أصله من جرباذقان ، وكان والده من وزراء القائم بأمر الله ، وعمه قاضي القضاة. ىوأحب العلم منذ صباه ، وطلب الحديث ، ورحل إلى الشام والثغور وديار مصر والجزيرة والعراق ، وحصّل طرفا صالحا في هذا العلم ، وقرأ الأدب حتى برع فيه ، وله النثر والنظم الحسن والمصنفات الملاح. سمع ببغداد أبا طالب بن غيلان وأبا القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن محمد العتيقي وأبا محمد الجوهري والقاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري ، وسمع بدمشق من أبي الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد وأبي محمد الكتاني ، وبمصر من الشريف أبي إبراهيم أحمد بن القاسم الحسيني والقاضي أبي عبد الله القضاعي وآخرين. سمع منه الحافظان أبو بكر الخطيب وعبد العزيز الكتاني والفقيه أبو الفتح نصر المقدسي في آخرين.
ومن شعره قوله :
أقول لقلبي (٢) قد سلا كل واجد |
|
ونفض أثواب الهوى عن مناكبه |
وحبك ما يزداد إلا تجددا |
|
فيا ليت شعري ذا الهوى في مناك به (٣) |
قال أبو عبد الله الحميدي : كان ابن ماكولا إذا سألناه عن شيء كأنه على طرف لسانه ، ولو عاش لجاء منه شيء ، وما سألنا الخطيب عن شيء قط فأجابنا عنه من حفظه، إنما يحيل على كتبه.
قال السلفي : سألت شجاع الذهلي عن ابن ماكولا فقال : كان حافظا فهما ثقة ، صنف كتبا في علم الحديث وغيره.
وقال السلفي أيضا : سألت المؤتمن بن أحمد الساجي عن ابن ماكولا ، فقال : كان له فهم وحسن معرفة بالحديث مع وساطة البيت. لم يلزم طريق أهل العلم فلم ينتفع بنفسه.
__________________
(١) انظر : تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٠١. ووفيات الأعيان ٢ / ٤٦٦ ـ ٤٦٧. والنجوم الزاهرة ٥ / ١٥.
شذرات الذهب ٣ / ٣٨١. وفوات الوفيات ٢ / ١٨٥. والعبر ٣ / ٣١٧. والمنتظم ١٦ / ٢٢٦ ، ١٧ / ٨. ومعجم الأدباء ١٥ / ١٠٢ ـ ١١١.
(٢) في الأصل فوقها : «لنفس».
(٣) على الهامش الأصل : «أنشد في هذين البيتين يونس بن إبراهيم العسقلاني عن أبي الحسن علي ابن أبي عبد الله البغدادي عن الحافظ أبي الفضل بن ناصر عن ابن ماكولا».