أبي سعد المتولي ، فكان يتكلم في المسائل ، وكان عسرا في الرواية ، سيئ الأخلاق ، ضجورا ، أدار إلى أصحاب الحديث يتبرم بهم ، وسمعت غير واحد ممن أثق بهم إنه كلّ بالصلوات ، وليست له طريقة محمودة.
وسمعت أبا نصر الفتح بن أحمد بن عبد الباقي اليعقوبي بنيسابور يقول : قيل لحنفش إن ابن السمعاني ذكرك في «المذيل» وجرحك ، فقال : ترى أخرج عني الدم؟.
سألته عن مولده ، فقال : بعد قتل البساسيرى ، وكان قتله في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
كتب إليّ أبو المعالي بن الصناع أن حنفش توفي يوم الخميس من شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة ، ودفن بالوردية وقيل : إنما لقب «حنفشا» لأنه كان حنبليّا ثم صار حنفيّا ثم صار شافعيّا.
من أهل الكرخ أسمعه جده لأمه أبو الحسين هلال بن المحسن الصابئ من أبي علي الحسن بن أحمد بن أدهم بن شاذان وابن الحسن بشرى بن عبد الله الفاتني وأبي علي الحسن بن الحسين بن دوما النعالي ، ولم يبق على وجه الأرض من يروي عن هؤلاء الأربع غيره و [قرأت] (٢) عنه بخط أبي بكر الخطيب.
أخبرنا أبو محمد بن الأخضر ، قال : أنشدنا محمد بن ناصر من لفظه ، قال : أنشدنا أبو علي بن نبهان لنفسه :
أسعدنا من وفّقه الله |
|
لكل فعل منه يرضاه |
ومن رضى من رزقه بالذي |
|
قدّره الله وأعطاه |
واطرح الحرص وأطماعه |
|
في نيل ما لم يعطه مولاه |
طوبى لمن فكر في بعثه |
|
من قبل أن يدعو به الله |
واستدرك الفارط فيما مضى |
|
وما نسى والله أحصاه |
فالموت حتم في جميع الورى |
|
طوبى لمن تحمد عقباه |
__________________
(١) انظر : الوافي بالوفيات للصفدي. ٣ / ١٠٤. والمحمدون من الشعراء ٢ / ٤٨٥.
(٢) ما بين المعقوفتين كلمة مطموسة في الأصل.