من أهل النصرية ، بكر به أبوه فأسمعه من أبي إسحاق إبراهيم البرمكي والقاضي أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وأبي الحسن محمد بن أحمد بن الآبنوسي ، وأبي الحسن علي بن أبي طالب المكي وأبي الفضل هبة الله بن أحمد بن المأموني ، فهؤلاء تفرد بالرواية عنهم. وسمع أيضا بنفسه القاضي أبا يعلى الفراء وعبد العزيز الأنماطي وعبد الله بن الحسن الخلال والقاضي أبا المظفر صاحب إبراهيم النسفي.
وقرأ بنفسه وكتب بخطه ، وتفقه في صباه على القاضي أبي يعلى بن الفراء. وقرأ الفرائض والحساب والهندسة حتى برع في جميع ذلك ، وله فيه مصنفات.
قرأت بخط أبي الفضل بن سامع : سمعت أبا محمد بن الخشاب يقول : سمعت قاضي المرستان ـ يعني محمد بن عبد الباقي ـ يقول : نظرت في كل علم وحصلت منه بعضه (٣) أو كله إلا هذا النحو ، فإني قليل البضاعة فيه.
أخبرني شهاب بن محمود المزكي بهراة قال : أنبأني أبو سعد بن السمعاني قال : محمد بن عبد الباقي الأنصاري أسند شيخ بقي على وجه الأرض ، وكانت إليه الرحلة من أقطار الأرض ، عارف بالقوم ، متدين ، حسن الكلام ، حلو المنطق ، مليح المحاورة ، ما رأيت أجمع للفنون منه ، وكان سريع النسخ ، حسن القراءة للحديث. سمعته يقول : ما أعرف أني ضيعت ساعة من عمري في لهو أو لعب.
مولده في صفر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة ، وتوفي في رجب سنة خمس وثلاثين وخمسمائة ، ودفن بباب حرب قريبا من بشر الحافي ؛ وأوصى أن يكتب على لوح قبره : (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ).
__________________
(١) في الأصل : «بن الحرب».
(٢) انظر : شذرات الذهب ٤ / ١٠٨. والعبر في خبر من غبر ٤ / ٩٦.
(٣) في الشذرات : «كله أو بعضه».
(٤) انظر : الأنساب ، للسمعاني ٢ / ٣٣٣. ومعجم الأدباء ١٨ / ٢١٥ ، ٢١٦.