مولده في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة ، وتوفي ببغداد في ليلة السبت عاشر ربيع الآخر سنة إحدى وستين وخمسمائة ، ودفن بمدرسته.
سمعت عبد الرزاق بن عبد القادر يقول : ولد والدي تسعا وأربعين ولدا ، سبع وعشرين ذكورا والباقي إناثا! رحمهالله.
كان من سبى الرهاء ، فاشتروه بنو فهم الحرانيون وأعتقوه. وطلب الحديث في صباه في سنة تسع وخمسين وخمسمائة. ورحل من الجزيرة إلى الشام وديار مصر ، فسمع بها وبالإسكندرية من الحافظ السلفي ؛ ودخل العراق فسمع ببغداد من أبي محمد عبد الله بن منصور بن هبة الله الموصلي وأبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق ابن يوسف وأبي محمد بن الخشاب وشهدة الكاتبة ؛ وسمع بهمذان الحافظ أبا العلاء العطار ، وبأصبهان من أبي عبد الله الحسن بن العباس الرستمي ، وسمع بنيسابور أبا بكر محمد بن علي الطوسي في آخرين ، وكتب الكثير بخطه. ثم أقام بالموصل شيخا بدار الحديث المظفرية مدة طويلة ، وحدث بالكثير ، ثم انتقل عنها إلى حران ، وكان حافظا متقنا عالما ورعا متدينا زاهدا عابدا ثقة نبيلا.
مولده في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وخمسمائة.
وتوفي بحران في يوم السبت ثاني جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وستمائة.
من أهل مرو. وهو الإمام ابن الأئمة ، غذي بالعلم ، ونشأ في حجر الفضل ، وحمل على أكتاف الأئمة. أسمعه والده في صغره من أبي منصور محمد بن علي الكراعي ، ورحل به وله ثلاث سنين إلى نيسابور ، فأحضره على أبي بكر عبد الغفار ابن محمد الشيروي ؛ ثم إنه اشتغل بالأدب حتى حصل منه طرفا ، صالحا. وقرأ المذهب والخلاف ، وتكلم في المناظرة ، ثم اشتغل بالحديث ، فسمع الكثير ببلده
__________________
(١) انظر : تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٨٧. وشذرات الذهب ٥ / ٥٠. ومرآة الجنان ٤ / ٢٣. والأعلام ٤ / ١٦٥.
(٢) انظر : طبقات الشافعية ، للسبكي ٤ / ٢٥٩. والنجوم الزاهرة ٥ / ١٦٠. ووفيات الأعيان ٢ / ٢٧٨. والأعلام ٤ / ١٧٩. والعبر ٤ / ١٣١٦.