بسم الله الرّحمن الرّحيم
حسبي الله
من أهل باخرز ، ناحية من نواحي نيسابور ، كان من أفراد عصره في الأدب والبلاغة وحسن النظم والنثر. سدا (٢) في صباه طرفا من الفقه على أبي محمد الجويني ، وسمع منه ومن أبي عثمان الصابوني وأبي الفضل عبيد الله بن أحمد المكيالي. ثم اشتغل بالكتابة ، وخدم في ديوان الرسائل. وقدم بغداد في أيام القائم بالله ومدحه ، وصنف كتابا سماه «دمية القصر» ذكر فيه شعراء عصره ، وله ديوان شعر مشهور. روى عنه أبو شجاع الذهلي.
وله قصيدة أولها :
هبّت نسيم صبا تكاد تقول |
|
إني إليك من الحبيب رسول |
سكرى تجشمت الربى لتزورني |
|
من علتي وهبوبها معلول |
قال أبو سعد بن السمعاني : قتل الباخرزي في ذي القعدة سنة سبع وسبعين وأربعمائة بباخرز ، ودفن بها وهو في أيام الكهولة. قتل في مجلس أنس على يدي بعض المخاذيل في الدولة النظامية وظل دمه هدرا ـ رحمهالله تعالى.
من أهل دمشق ، إمام المحدثين في وقته ، ومن انتهت إليه الرئاسة في الحفظ والإتقان ، وبه ختم هذا الشأن ، سمع بإفادة أخيه الأكبر في سنة خمس وخمسمائة من
__________________
(١) انظر شذرات الذهب ٣ / ٣٢٧. والعبر ٣ / ٢٦٥. والأعلام ٥ / ٨١. ومعجم الأدباء ١٣ / ٣٢ ـ ٤٨. ووفيات الأعيان ٣ / ٦٦ ـ ٦٨.
(٢) أى طلب.
(٣) انظر : تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٢٨. والعبر ٤ / ٢١٢. ووفيات الأعيان ٢ / ٤٧١ ـ ٤٧٢. ومعجم الأدباء ١٣ / ٨٧.