مولده بعكبرا في منتصف شعبان سنة إحدى وعشرين وأربعمائة.
قرأت على أبي محمد بن الأخضر عن أبي الفضل بن ناصر قال : كان أبو نصر بن ماكولا قد سافر نحو كرمان وكان معه مماليكه الأتراك ، فغدروا به وقتلوه وأخذوا الموجود من ماله ، وذلك في سنة خمس وسبعين وأربعمائة وله من المصنفات كتابه المشهور في «المؤتلف والمختلف».
قرأ الأدب على أبي الفتح بن جني ، وسمع من أبي عبيد الله المرزباني ، وكانت له معرفة بتعبير الرؤيا ؛ وكان يعظ الناس بجامع المنصور ، وله النظم والنثر المليح ؛ وإليه انتهت الرئاسة في حسن الخط وجودته.
قال الحافظ أبو بكر الخطيب : علي بن هلال أبو الحسن بن البواب ، صاحب الخط المستحسن المذكور ، رأيته وكان رجلا دينا ، لا أعلمه روى شيئا من الحديث.
وقد قال أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعرى في قصيدة له :
ولاح هلال مثل نون أجادها |
|
بماء النضار الكاتب ابن هلال |
قال محمد بن الليث الزجاج يهجو ابن البواب ، وكان إذ ذاك منقطعا إلى الشريف الرضى وملازما له.
[أيهذا الشريف] (٢) حاشاك حاشاك |
|
ترى في فنائك ابن هلال |
هو نحس النحوس في السادة العز |
|
وسعد السعود في الأندال |
انظر اللازم من هلال تجدها |
|
فيه مشكولة بلا أشكال |
توفي في ثاني جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ببغداد ، ودفن بجوار أحمد.
كان شاعرا ، لطيف الشعر ، ومترسلا مليح النثر. روي عنه أبو الوفاء بن عقيل في
__________________
(١) انظر : وفيات الأعيان ٣ / ٢٨ ـ ٣٠. والأعلام ٥ / ١٨٣. ومعجم الأدباء ١٥ / ١٢٠ ـ ١٣٤.
وتذكرة الحفاظ ٣ / ٥٦.
(٢) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصل.
(٣) انظر : مرآة الزمان ٨ / ٩٩.