منه ورواها عنه مرارا ، وهو آخر من روي عنه المقامات. روى عنه ابن السمعاني ـ ومات قبله ، وروى عنه أيضا ابن الأخضر وابن الحصري وأحمد بن البندينجي.
مولده في ثاني عشر شوال سنة تسع وثمانين وأربعمائة.
وتوفي ببغداد في منتصف جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وخمسمائة ، ودفن بباب حرب بوصيّة منه.
حافظ ، كامل ، ثقة ، نبيل ، مجيد ، واسع الرحلة ، كثير الكتابة ، صحيح النقل ، جيد الضبط ، حجّة. سمع أبا الحسين بن النقور وأبا القاسم عبد العزيز الأنماطي وعلي بن أحمد بن البسري. ورحل إلى الشام فسمع ببيت المقدس أبا عثمان محمد بن أحمد بن ورقاء الأصبهاني ، وبصور الحافظ أبا بكر الخطيب ، وبحلب أبا محمد الحسن بن مكي الشيزري ، وعاد إلى العراق وسمع بأصبهان أبا عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن مندة ، وسمع بنيسابور أبا بكر أحمد بن خلف الشيرازي ، وبهراة عبد الله بن محمد الأنصاري في آخرين ؛ وعاد إلى بغداد ، وانقطع إلى حين وفاته. حدّث باليسير. روى عنه سعد الخير الأنصاري وأبو الفضل بن ناصر الحافظ في آخرين.
قال أبو الوقت عبد الأول بن عيسى : كان الإمام عبد الله الأنصاري إذا رأى مؤتمنا [قال] : لا يمكن أحدا أن يكذب على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما دام هذا حيا.
قال أبو سعد بن السمعاني : سمعت عبد الرحمن بن عبد الجبار الفامي يقول : أقام المؤتمن عندنا بهراة قريبا من عشر سنين وقرأ ونسخ بخطه الكثير ، كتب جامع الترمذي ست مرات ، وكان فيه قناعة وعفة واشتغال بما يعنيه.
قال الحافظ أبو طاهر السلفي : لم يكن ببغداد أحسن قراءة للحديث من المؤتمن الساجي ، كان لا يملي قراءته وإن طالت.
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي. قال : ورأيت أنا من تساهله ـ يعني أبا نصر الساجي ـ أنّا كنا بنيسابور سنة ثمان وسبعين وكنا نحضر مجلس أبي بكر أحمد بن علي بن خلف الأديب ، وكان لكل واحد منا نوبة يقرأ فيها ، فظهر
__________________
(١) انظر : شذرات الذهب ٤ / ٢٠. وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٤٦. ومرآة الجنان ٣ / ١٩٧. والعبر ٤ / ١٥.