قرأت بخط أبي الفضل محمد بن ناصر قال : رأيت القاضي بن ودعان (١) لما دخل بغداد وحدث بها ولم أسمع منه شيئا لأنه كان متهما بالكذب. وكتابه في الأربعين سرقه من زيد بن رفاعة ، وحذف منه الخطبة ، وركب على كل حديث منه رجلا أو رجلين إلى شيخ زيد بن رفاعة ؛ وزيد بن رفاعة وضعه أيضا وكان كذّابا ، وألّف بين كلمات قد قالها النبيصلىاللهعليهوسلم وبين كلمات من كلام لقمان والحكماء وغيرهم ، وطول الأحاديث.
مولده سنة اثنتين وأربعمائة في شعبان بالموصل ، وتوفي في محرم سنة أربع وتسعين وأربعمائة.
من أهل الأندلس ؛ ولد بمرسية ونشأ بها ودخل بلاد الشرق وبلاد الشام ودخل بلاد الروم ، وصنف كتبا في علم التصوف (٣) وفي أخبار المشايخ ، وكان ورعا زاهدا.
أنشدني أبو عبد الله محمد بن العربي لنفسه بدمشق :
أيا حائرا ما بين علم وشهوة |
|
ليتصلا ما بين ضدين من وصل |
ومن لم يكن يستنشق الريح لم يكن |
|
يرى الفضل للمسك الفتيق على الزبل |
مولده في الاثنين سابع عشر رمضان سنة ستين وخمسمائة بمرسية ، وتوفي ليلة الجمعة الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وستمائة بدمشق ، ودفن بقاسيون.
من أهل الكوفة. كان من حفاظ الحديث ، سمع بالكوفة أبا عبد الله محمد بن علي ابن الحسن العلوي وأبا الحسن محمد بن إسحاق بن فلويه وأبا المثنّى دارم ، ثم قدم بغداد وسمع بها أبا الحسن أحمد بن محمد بن كامل وأبا نصر أحمد بن عبد الله الثابتي
__________________
(١) في الأصل : «بن ردعان».
(٢) انظر : فوات الوفيات ٢ / ٣٠٠. والوافي بالوفيات ٤ / ٧٣ ـ ١٧٨. ونفح الطيب ١ / ٥٦٧.
(٣) في الأصل : «علم القوم».
(٤) انظر : النجوم الزاهرة ٥ / ٢١٢. والعبر في خبر من غبر ٣ / ٢٢. وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٦٠.
والوافي بالوفيات ٤ / ١٤٣ ، ١٤٤.