حرف السين
من أهل بلنسية من شرقي الأندلس. قدم بغداد وسمع بها من أبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي وأبي الفوارس طراد الزينبي في آخرين ، وقرأ الأدب على أبي زكريا يحيى بن علي التبريزي. وسافر إلى العراق ، فسمع بدونة من نواحي همذان من أبي محمد عبد الرحمن بن محمد الدوني ، وبأصبهان من أبي علي الحسن بن أحمد الحداد. وحصّل الكتب والأصول ، وركب البحار ، وقاسى الشدائد ، ودخل بلاد الصين. ثم إنه عاد إلى بغداد بعد علو سنه واستوطنها إلى حين وفاته. وكان ثقة صدوقا متدينا.
توفي في يوم عاشوراء سنة إحدى وأربعين وخمسمائة ببغداد.
من أهل نيسابور. بكر به أبوه فأسمعه من أبي بكر محمد بن محمد بن الحسن بن هانئ البزاز وأبي محمد عبد الله بن أحمد الصّيرفيّ وأبي الحسين أحمد بن محمد بن عمر الخفاف وأبي طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبي محمد عبد الله بن حامد الأصبهاني. وأسمعه بسرخس من أبي علي زاهر بن أحمد الفقيه وبأستراباد من أبي عبد الله محمد بن سعيد بن محمد ، وبالري من أبي العباس عقيل بن الحسين العلوي ، وبمكة من أبي الحسين (٣) علي بن جعفر السيرواني. وعمّر حتى جاوز المائة. وخرج له الحافظ أحمد بن الحسين البيهقي فوائد في عشرين جزءا. حدث بدمشق وأصبهان ونيسابور ، وهرات وغزنة. ودخل بغداد في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي ، قال : سعيد ابن أبي سعيد العيار يتكلمون فيه لروايته «كتاب اللمع» عن أبي نصر السراج وغيره.
__________________
(١) انظر : تهذيب ابن عساكر ٦ / ١١٦. والعبر في خبر من غبر ٣ / ٢٤١.
(٢) انظر : الأغانى ١٧ / ٢. والأعلام للزركلي ٣ / ١٤٦.
(٣) في الأصل : «أبى الحسن».