ومن شعره قوله :
رضيت بما يرضى به لي بحبه |
|
وقدت إليك النفس قود المسلم |
ومثلك من كان الفؤاد شفيعه |
|
يكلمه عني ولم أتكلم |
قدم رسولا في منتصف ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين وستمائة. فبقى أياما ومرض ، وتوفي في تاسع عشري الشهر المذكور ، ودفن بمقابر قريش ـ رحمهالله.
[قال الشيخ ذكي الدين في وفياته : توفي ابن الأثير في أحد الجمادين من السنة.
وقال : مولده في العشرين من شعبان سنة ثمان وخمسين وخمسمائة بجزيرة ابن عمر. وكان يلقب ضياء الدين ـ رحمهالله] (١).
من أهل مصر. سكن دمشق ، وكان خصيصا بالملك المعظم عيسى بن أبي بكر بن أيوب ، ثم بابنه داود من بعده ، وقدم معه بغداد في سنة ثلاث وثلاثين وستمائة ، وأقام بها مدة ، وكتبنا عنه. وهو أديب فاضل ، مليح النظم والنثر ، ظريف ، حسن المجالسة ، طيب المحاضرة.
أنشدني أبو الفتح نصر الله بن هبة الله المصري لنفسه :
ولما أبيتم سادتي عن زيارتي |
|
وعوضتموني بالعباد عن القرب |
ولم تسمحوا بالوصل في حال يقظتي |
|
ولم يصطبر عنكم لرقته قلبي |
نصبت لصيد الطيف نومي حباله |
|
فأدركت خفض العيش في النوم بالنصب |
وأنشدني أبو الفتح نصر الله بن هبة الله لنفسه :
ما لك في الخلق عاشق مثلي |
|
فكيف تختار في الهوى قتلي |
إن أنكرت مقلتاك سفك دمي |
|
خلى بخديك شاهدا عدل |
لكنني غير طالب قودا منك |
|
ولا راغبا إلى عقل |
ولا ليوم المعاد أدخره |
|
بل أنت منه في أوسع الحل |
يا فارغ القلب جد على دنف |
|
فؤاده من هواك في شغل |
وعدتني إن تزورني فعسى |
|
تقصر عما أطلت من مطل |
__________________
(١) ما بين المعقوفتين كتب على الهامش الأصل.
(٢) انظر : شذرات الذهب ٥ / ٢٥٢. والأعلام ٨ / ٣٥٤. والجواهر المضيئة ٢ / ١٩٩.