وتوفي في سادس عشر ربيع الأول سنة أربع وتسعين وأربعمائة ، ودفن بباب حرب.
من أهل همذان. قرأ القرآن بالقراءات على أبي بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني والمبارك بن الحسن بن الشهرزوري في آخرين. ثم إنه قرأ الأدب وحصّل منه طرفا صالحا وطلب الحديث ، وصحب الحافظ أبا بكر الباقداري وأخذ عنه علم الحديث ، سمع أبا الوقت عبد الأول وأبا المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلي وأبا محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم المادح وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبا القاسم هبة الله بن الحسن بن هلال وأبا بكر أحمد بن المقرب الكرخي وأبا القاسم هبة الله بن الفضل المتوثي في آخرين. ولم يزل يسمع ويقرأ إلى أواخر عمره. سمعنا منه وبقراءته ، وكان يقرأ قراءة صحيحة إلا أنه يدغمها بحيث لا يفهم ، ويكتب خطّا رديئا جدا ؛ وكان من حفاظ الحديث العارفين بفنونه ، متقنا ضابطا ، غزير الفضل ، كثير المحفوظ ، ثقة صدوقا حجة نبيلا ، من أعلام الدين وأئمة المسلمين. وكان يصوم الدهر ويكثر التلاوة. وخرج عن بغداد إلى مكة ، وجاور بها نيفا وعشرين سنة ، مديما للصيام والقيام ، ويكثر الطواف والعمرة حتى أنه يكون يطوف في كل يوم وليلة سبعين أسبوعا. ثم إنه خرج من مكة في آخر عمره لما اشتد القحط ، سافر إلى اليمن ، فأدركه أجله بها.
سألت ابن الحصري عن مولده ، فقال : أخبرني والده أنه في رمضان سنة ست وثلاثين وخمسمائة.
وبلغنا أنه توفي باليمن في بلدة تعرف بالمهجم في المحرم ، وقيل في شهر ربيع الآخر سنة تسع عشرة وستمائة ـ والله أعلم.
* * *
__________________
(١) انظر : تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٨٢. والنجوم الزاهرة ٦ / ٢٥٣. وشذرات الذهب ٥ / ٨٣.
وطبقات القراءة ٢ / ٣٣٨.