وجال في خراسان ، فسمع بنيسابور وطوس وميهنة من أبي عبد الله الفراوي وأبي القاسم الشحامي. ودخل بغداد سنة اثنتين وثلاثين فسمع بها الكثير من محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبي القاسم بن السّمرقندي. وحج وانحدر إلى واسط والبصرة ، وعاد إلى بغداد ، وتوجه إلى الشام فسمع بدمشق وحلب وحماة وحمص ، وزار بيت المقدس ، وجمع ذيلا على تاريخ الخطيب أبي بكر ثم عاد إلى نيسابور وقد ولد له شيخنا أبو المظفر عبد الرحيم. فلما بلغ حد السماع طاف به خراسان ، وأسمعه بها الكثير ، ثم عاد إلى مرو فألقى بها عصاه ، وأقام بها مشتغلا بالتصنيف. وكان وافر الهمة في طلب الحديث ، شديد الحرص على لقاء الشيوخ ، مليح الخط ، وجمع معجما لشيوخه في عشر مجلدات كبار ، سمعت من يذكر أن عددهم سبعة آلاف شيخ.
وذكره الحافظ أبو القاسم بن عساكر في تاريخ دمشق من جمعه ، وأثنى عليه ثناء كبيرا.
وله من المصنفات : «المذيل» أربعمائة طاقة ، «تاريخ المراوزة» ، «طراز الذهب في أدب الطلب» ، «الإسفار عن الأسفار» ، «الإملاء والاستملاء» ، «سلوة الأحباب ورحمة الأصحاب» ، «الأمالي» ، «الصدق في الصداقة والرفق في الرفاقة» وغير ذلك.
مولده في خامس عشر شعبان سنة ست وخمسمائة بمرو.
وتوفي في ليلة غرة ربيع الأول سنة اثنتين وستين وخمسمائة بمرو.
أسمعه والده من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي ويحيى بن ثابت بن بندار وأبي بكر عبد الله بن محمد بن أحمد بن النقور في آخرين. وتفقه في صباه على مذهب الإمام الشافعي ، وقرأ العربية على عبد الرحمن الأنباري ، وصحب شيخنا الوجيه أبا بكر الضرير النحوي مدة حتى برع في النحو ، وتميز على أقرانه ، وقرأ علم الطب حتى أحكمه ، وصنّف مصنفات في الأدب وغيره.
__________________
(١) انظر : بغية الوعاة ، ص ٣١١ وإنباه الرواة ٢ / ١٩٣. وفوات الوفيات ٢ / ١٦. والأعلام ٤ / ١٨٣. ومرآة الجنان ٤ / ٦٨. والأعلام ٤ / ١٨٣. وشذرات الذهب ٥ / ١٣٢.