من فضله وتحصيله وجودة نظمه ونثره وحسن عبارته وعذوبة ألفاظه ورشاقة معانيه وملاحة خطه ، وسمع الحديث.
أنشدني أبو علي المظفر الحسيني لنفسه :
كيف يشتاقك قلب |
|
أنت في السوداء منه |
إنما يشتاقتك التطر |
|
ف الذي قد غبت عنه |
وأنشدنا لنفسه :
ومفعمة الحجلين تشكو وشاحها |
|
إلى القلب ما أشكوه من قلق الوجد |
أتتني وقد نام السمير ولم أكن |
|
على طمع في الوصل منها ولا الوعد |
فبتنا جميعا والعفاف رقيبنا |
|
وكفّ على كف وخد على خد |
مولده بالموصل في الخامس والعشرين من جمادى الآخرة سنة أربع وثمانين وخمسمائة.
من أهل أصبهان. كان من وجوه عدولها. طلب الحديث من صباه ، وسمع ببلده من أبي الفتح أحمد بن محمد الحداد وأبي القاسم غانم بن محمد البرجي وأبي علي الحسن ابن أحمد الحداد في آخرين من أصحاب أبي نعيم الحافظ. وقدم بغداد بعد العشرين وخمسمائة وسمع بها أبا القاسم بن الحصين وأبا نصر بن رضوان وأبا غالب بن البناء ، وعاد إلى أصبهان مشغولا بالسماع والقراءة على المشايخ ؛ وقدم بغداد بعد ذلك تسع مرات ليسمع ويسمع أولاده ويحدّث. كتب الكثير ، وكان موصوفا بالحفظ والمعرفة والثقة والصلاح والورع. وأملى عدة سنين ، وصنّف وخرّج.
قال ابن السمعاني : معمر بن الفاخر أبو أحمد شاب كيّس ، حسن الصحبة ، جميل المعاشرة ، سخي النفس ، متوددا ، يراعي حقوق الأصدقاء ويقضي حوائجهم ، اصطحبنا بأصبهان مدة مقامي بها ، وأكثر ما سمعت بإفادته ، وكان يدور معي من
__________________
(١) انظر : تذكرة الحفاظ ٤ / ١٣١٩. ومرآة الجنان ٣ / ٣٧٧. وشذرات الذهب ٤ / ٢١٤. والعبر ٤ / ١٨٩. والأعلام ٨ / ١٩٠.