عشر منه ، ودفن إلى جانب الإمام أحمد.
من أهل خوارزم ، وزمخشر إحدى قراها. كان إماما في النحو واللغة ، تشدّ إليه الرحال ، وله في ذلك مصنفات. وكان فصيحا بليغا علّامة ، قدم بغداد قبل الخمسمائة ، وسمع بها من أبي الخطاب بن البطر ، وتوجه إلى الحجاز فحجّ وأقام هناك مدة مجاورا ، وعاد إلى خوارزم وأقام بها ؛ ثم قدم بغداد بعد الثلاثين وخمسمائة.
لما قدم الزمخشري بغداد للحج جاءه الشريف أبو السعادات بن الشجري مهنّئا له بقدومه ، فلما جالسه أنشده الشريف :
كانت مساءلة الركبان تخبرني |
|
عن أحمد بن علي أطيب الخبر |
حتى التقينا فلا والله ما سمعت |
|
أذني بأحسن مما قد رأى بصري |
وأنشده :
وأستكبر الأخبار قبل لقائه |
|
فلما التقينا صغر الخبر الخبر |
وأثنى عليه ، ولم ينطق الزمخشري حتى فرغ الشريف من كلامه ، فلما فرغ شكر الشريف وعظمه وتصاغر له وقال : إن زيد الخيل دخل على رسول الله عليهالسلام ، فحين بصر بالنبي صلىاللهعليهوسلم رفع صوته بالشهادتين ، فقال له الرسول : يا زيد الخيل! كل رجل وصف لي وجدته دون الصفة إلا أنت ، فإنك فوق ما وصفت ، ودعا له وأثنى عليه. قال : فتعجب الحاضرون من كلامهما لأن الخبر كان أليق بالشريف والشعر كان أليق بالزمخشري.
ومن شعره يرثي شيخه أبا مضر ، يعني الزمخشري :
وقائلة ما هذه الدرر التي |
|
تساقطها عيناك (٢) سمطين سمطين |
فقلت هو الدر الذي قد حشا به |
|
أبو مضر أذني تساقط من عيني |
مولده في سابع عشرين رجب سنة سبع وستين وأربعمائة.
وتوفي في ليلة عرفة من سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة بكركانج ، وهي قصبة خوارزم
__________________
(١) انظر : شذرات الذهب ٤ / ١١٨. وفيات الأعيان ٤ / ٢٥٤ ـ ٢٦٠. والأعلام ٨ / ٥٥. والعبر ٤ / ١٠٦. ومعجم الأدباء ١٩ / ١٢٦ ـ ١٣٥. وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٨٣. ولسان الميزان ٦ / ٤.
وبغية الوعاة ص ٣٨٨. والنجوم الزاهرة ٥ / ٢٧٤. والمنتظم ١٨ / ٣٧ ـ ٣٨.
(٢) في الهامش : «تساقط من عيناك».