نديمي هرّتي وشفاء قلبي |
|
دفاتر لي ومعشوقي السراج |
قال : كان الصاحب بن عباد يقول : شيخنا أبو الحسين بن فارس رزق التصنيف وأمن من التصحيف.
وله من التصانيف : المجمل في اللغة ـ وكتاب متخير الألفاظ ـ وكتاب فقه اللغة ـ وكتاب غريب إعراب القرآن. يقال إن أبا الحسين بن فارس كان بقزوين يصنف في كل ليلة جمعة كتابا ويبيعه يوم الجمعة قبل الصّلاة ويتصدق بثمنه! فكان هذا دأبه.
توفي بالري في صفر سنة خمس وتسعين وثلاثمائة ، رحمهالله تعالى.
من ساكني الشذا من شارع دار الرقيق ، سمع أباه وأبا طالب محمد بن محمد بن غيلان وإبراهيم وعلي ابني عمر البرمكي وأبا محمد الجوهري وأبا القاسم عبد العزيز ابن علي الأزجي وأبا الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني وأبا بكر محمد بن عبد الملك بن بشران وأبا طالب محمد بن علي العشاري وأبا القاسم منصور بن عمر ابن علي الكرخي.
ولم يزل يسمع ويكتب إلى حين وفاته. وكتب بخطه كثيرا ، وجمع وخرّج وصنّف في عدة فنون ، وحدّث بأكثرها ، وكان موصوفا بالحفظ والمعرفة والصدق والثقة والديانة.
مولده سنة ست وعشرين وأربعمائة في النصف من جمادى الأولى ، وتوفي في الليلة التي صبيحتها يوم الخميس الحادي والعشرين من شوال سنة ثمان وتسعين وأربعمائة ، ودفن في هذا اليوم في مقبرة باب حرب. وكان عارفا بعلم الحديث.
من أهل أصبهان ، محدّث وقته وشيخ زمانه. سمع بأصبهان الرئيس أبا عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي وأبا الحسن مكي بن منصور الكرجي وأبا نصر عبد الرحمن
__________________
(١) انظر : العبر ٣ / ٣٥٠. وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٣٢.
(٢) انظر : وفيات الأعيان ١ / ٨٧ ـ ٩٠.