وذكر عن ابن السمعاني أن مولد الأرموي في صفر سنة تسع وخمسين ، وتوفي رابع رجب سنة سبع وأربعين وخمسمائة ودفن بباب أبرز (١) مقابل التاجية.
سمع بالأندلس أبا القاسم أصبغ بن راشد بن أصبغ اللخمي وأبا محمد عبد الله بن عثمان القرشي وأبا العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري وأبا عمر يوسف النمري وأبا محمد علي بن حزم الظاهري ، ولازمه حتى قرأ عليه مصنفاته وأكثر عنه ، وكان على مذهبه ، إلا أنه لم يكن يتظاهر بذلك. ثم رحل إلى بلاد الشرق ، فسمع بمصر أبا القاسم عبد العزيز بن الحسن الضراب وأبا زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري ؛ وبدمياط أبا القاسم عبد البر بن عبد الوهاب بن برد الدمياطي ؛ وبدمشق أبا محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني وأبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب ، وكتب أكثر مصنفاته عنه ؛ وبمكة أبا القاسم سعد بن علي الزنجاني. ودخل بغداد فسمع بها القاضي أبا الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله وأبا جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة. وانحدر إلى واسط وأقام بها مدة ، وسمع بها من القاضي أبي تمام علي بن محمد بن الحسن. ثم إنه عاد إلى بغداد واستوطنها ، وكتب بها الكثير عن أصحاب أبي علي بن شاذان وغيره ، وصنف كثيرا في الحديث وغيره. روي عنه أبو بكر الخطيب وابن ماكولا.
ومن مصنفاته «تجريد الصحيحين للبخاري ومسلم والجمع بينهما» ، و «تاريخ الأندلس» ، وكتاب «تسهيل السبيل إلى علم الترسيل» ، ومولده قبل العشرين وأربعمائة.
وتوفي في ليلة الثلاثاء السابع عشر من ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ، ودفن من الغد بمقبرة باب أبرز (٣) بالقرب من قبر الشيخ أبي إسحاق الشيرازي ، وصلى عليه الفقيه أبو بكر الشاشي في جامع القصر ، ثم نقل بعد ذلك في صفر سنة إحدى وتسعين وأربعمائة إلى مقبرة باب حرب ، ودفن عند قبر بشر الحافي.
__________________
(١) في الأصل : «بباب برز».
(٢) انظر : الوافي بالوفيات ٤ / ٣١٧ ، ٣١٨. ومعجم الأدباء ١٨ / ٢٨٢ ـ ٢٨٦. ووفيات الأعيان ٣ / ٤١٠.
(٣) في الأصل : «باب برز».