ومن النساء
كان والدها يعرف بالبارع. وكانت شاعرة رقيقة الشعر ، ومن شعرها قولها :
جمالك بين الورى عاذري |
|
وذكرك في ليلتي سامري |
ولا صح ودك لي إن سلوت |
|
ولا جال حبك في خاطري |
أما لان قلبك يا هاجري |
|
ولا رقّ للمدنف الساهر؟ |
كانت شاعرة ـ ذكرها أبو الفرج الأصبهاني. خرج المتوكل يوما يمشي في صحن القصر وهو متكئ على يد بنان ويد فضل الشاعرة فمشى شيئا ، ثم أنشد قول الشاعر :
تعلمت أسباب الرضا خوف هجرها |
|
وعلّمها حبي لها كيف تغضب |
ثم قال : أجيزي هذا البيت! فقالت فضل :
يصد وأدنو بالمودة جاهدا |
|
ويبعد عني بالوصال وأقرب |
فقلت :
وعندي له العتبى على كل حالة |
|
فما منه لي بد ولا عنه مذهب |
يقال (٢) : إن اسمها خديجة.
ذكر الطبري أن المأمون تزوجها في سنة اثنتين ومائتين وبنى لها في رمضان سنة عشر بفم الصلح ، فلما دخل عليها نثرت عليهما جدتها ألف درة كانت في صينية ذهب ، فأمر المأمون أن تجمع فجمعت كما كانت في الطبق ووضعها في حجر بوران وقال : هذه نحلتك ، وسلي حوائجك ، [فأمسكت] (٣) فقالت لها جدتها : كلمي سيدك واسأليه حوائجك فقد أمرك ، فسألته الرضا عن إبراهيم بن المهدي ، فقال : فقد فعلت ؛
__________________
(١) انظر : وفيات الأعيان ١ / ٢٥٨. وتاريخ الطبري ١٠ / ٢٧١. والأعلام ٢ / ٥٦. والدر المنثور في طبقات ربات الخدور ، ص ١٠٢.
(٢) انظر : تاريخ الطبري ١٠ / ٢٥١
(٣) ما بين المعقوفتين من الطبري وليست في الأصل.