حرف الجيم
سمع الكثير من أبي علي الحسن بن أحمد بن شاذان وأبي القاسم عبيد الله بن عمر ابن أحمد بن شاهين وأبي محمد الخلال وأبي إسحاق البرمكي. وسافر إلى مكة وسمع بها أبا بكر محمد بن إبراهيم الأردستاني وأبا القاسم علي بن الحسين بن محمد بن عبد الرحيم ، ودخل الشام ، فسمع بدمشق أبا محمد عبد العزيز الكتاني ، وتوجه إلى ديار مصر فسمع بها أبا محمد الحسن بن عبد العزيز الضراب ، وجمع مجموعات حسانا ، منها : كتاب «مصارع العشاق» وكتاب «حكم الصبيان» وكتاب «مناقب السودان» ، ونظم كثيرا من الكتب شعرا في الفقه واللغة والتواريخ. وله شعر مليح ، وكانت له معرفة بالحديث والأدب ، وحدث بالكثير. وكان متدينا ، حسن الطريقة مع ظرفه ولطف أخلاقه.
ومن شعره :
إذا كنتم تكتبون الحديث |
|
ليلا وفي صبحكم تسمعونا |
وأفنيتم فيه أعماركم |
|
فأي زمان به تعملونا |
وله :
بان الخليط فأدمعي |
|
وجدا عليهم تستهل |
وحدا بهم حادي الفرا |
|
ق عن المنازل فاستقلوا |
قل للذين ترحلوا |
|
عن ناظري والقلب حلّوا |
ودمي (٢) بلا جرم أتيت |
|
غداة بينهم استحلوا |
ما ضرّهم لو أنهلوا |
|
من ماء وصلهم وعلوا |
سأله السلفي عن مولده ، فقال : إما في أواخر سنة سبع عشرة أو أوائل سنة ثمان عشرة وأربعمائة ببغداد.
وتوفي في الليلة التي صبيحتها يوم الأحد الحادي والعشرين من صفر سنة خمسمائة ،
__________________
(١) انظر : وفيات الأعيان ١ / ٣٠٩ ، ٣١٠. ومعجم الأدباء ٧ / ١٥٣ ـ ١٦٢.
(٢) في الأصل : «دمعي».