كان يعرف بشيخ الإسلام. سمع الكثير ، وسافر في طلبه ، وجمع كتبا في السنة. ذكر أنه سمع بالموصل أبا جعفر محمد بن المحتاج المروزي الفقيه ، وبحلب أبا القاسم علي بن أحمد بن المظفر المقرئ ، وبمصر أبا عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف ، وبمكة أبا الحسن محمد بن علي بن صخر ، وحدث بالكثير ؛ وانتقى (٢) عليه محمد ابن طاهر المقدسي ، وكان الغالب على حديثه الغرائب والمنكرات ، ولم يكن حديثه يشبه حديث أهل الصدق ، وفي حديثه متون موضوعة ، مركبة على أسانيد صحيحة ، وقيل : إنه كان يضع الحديث بأصبهان ، قدم بغداد ، وحدث بها. روي عنه أبو القاسم بن السّمرقندي.
كتب إليّ محمد بن معمر القرشي أن أبا نصر اليونارتي أخبره قال : علي بن أحمد الهكاري قدم علينا أصبهان ، روى عن ابن نظيف ، ولم يرضه أبو بكر بن الخاضبة فيما بلغني.
قال أبو القاسم بن عساكر : علي بن أحمد الهكاري لم يكن موثقا ، بلغني أن ابن الخاضبة قصده لما قدم بغداد ، فذكر له أنه سمع من شيخ استنكر سماعه منه ، فسأله عن تاريخ سماعه منه ، فذكر تاريخا متأخرا عن وفاة ذلك الشيخ ، فقال ابن الخاضبة : هذا الشيخ يزعم أنه سمع منه بعد موته بمدة ، وتركه وقام.
مولده في شوال سنة تسع وأربعمائة ، وتوفي في أول محرم سنة ست وثمانين وأربعمائة ـ كذا بخط شجاع بن فارس الذهلي أبي غالب ـ رحمهالله.
كاتب أديب فاضل ، شاعر مترسل بليغ. له ديوان شعر ورسائل ، ويكتب خطّا حسنا.
__________________
(١) انظر : الكامل لابن الأثير ١ / ٩٣. ولسان الميزان ٤ / ١٩٥. ووفيات الأعيان ٣ / ٣١. وتذكرة ٣ / ١١٩٩. والعبر ٣ / ٣١٢. والمرآة الجنان ٣ / ١٤٢.
(٢) في الأصل : «وانتفا».
(٣) انظر : وفيات الأعلام ٣ / ٦٨. ومرآة الزمان ٨ / ١٦٩. والأعلام ٥ / ٧١. والمنتظم ١٧ / ٣٣٨ ـ ٣٤١.