ولا تغيب إلا عند خجلته |
|
لما رآك فولى عنك واستترا |
توفي النوبختي في ربيع الأول سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وقد قارب الثمانين.
من أهل جرجان ، ولى القضاء بها ثم انتقل إلى الري وولى القضاء بها ، وصنّف تاريخا ، وله في الأدب اليد الطولى ، روى ببغداد شيئا من شعره.
وذكره أبو منصور الثعالبي في يتيمة الدهر ، قال : ومن ملح شعره قوله في الغزل :
أفدى الذي قال وفي كفه |
|
مثل الذي أشرب من فيه |
الورد قد أينع في وجنتي |
|
قلت : فمن باللثم يجنيه (٢) |
وقوله :
بالله فض العقيق عن برد |
|
تروي أقاحيه من مدام فمه |
وامسح عوالي العذار عن قمر |
|
يقصر بالورد خد ملتثمه |
قل للسقام الذي يناظره |
|
دعه وأشرك حشاي في سقمه |
كل غرام يخاف فتنته |
|
فبين ألحاظه ومبتسمه |
وقوله :
قد برح الحب بمشتاقك |
|
فأوله حسن أخلاقك |
لا تجفه وارع له حقه |
|
فإنه خاتم عشاقك |
توفي لست بقين من ذي الحجة اثنتين وتسعين وثلاثمائة بالري ، وحمل تابوته إلى جرجان فدفن بها.
قرأ القرآن بالقراءات على أبي الفتح عبد الواحد بن الحسين بن علي بن شيطا ، وتفقه على القاضي أبي يعلى ، وقرأ الأصول والخلاف على القاضي أبي الطيب
__________________
(١) انظر الأعلام ٥ / ١١٤. وشذرات الذهب ٣ / ٥٦. ووفيات الأعيان ٢ / ٤٤٠. ومعجم المؤمنين ٧ / ١٢٣. وطبقات الشافعية للسبكي ٣ / ٣ ز ٨ ـ ٣١٠. ويتيمة الدهر ٣ / ٢٣٨.
(٢) في الأصل : «بحسه».
(٣) انظر : الأعلام ٥ / ١٢٩. وشذرات الذهب ٤ / ٣٥. ولسان الميزان ٤ / ٢٤٣. والزيل على طبقات الحنابلة ، وص ١٧١. والعبر ٤ / ٢٩.