أحد الأئمة من أصحاب الشافعي درس المذهب والخلاف والأصول على أبي بكر الشاشي ، وكان إماما كبيرا في معرفة المذهب ، ونقل نصوص الشافعي. وكان من الورع والزهد والتقشف في غاية. وكان يصلي إماما بالإمام المقتفي لأمر الله ، وصنف كتاب «التوجيه في شرح التنبيه» في مجلدين. وسمع الحديث من أبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي وأبي عبد الله الحسين بن علي بن البسري.
مولده يوم الأربعاء عاشر ربيع الآخر سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
وتوفي في يوم الأربعاء خامس عشر المحرم سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة ودفن بالوردية. وله شعر لا بأس به ، رحمهالله تعالى وإيانا.
وقد تقدم ذكر والده ، ورد بغداد في صباه ؛ كان عالما فاضلا متضلعا من علم الأدب ، وله النظم المليح ، وكان موصوفا بالبذل والعطاء والجود والسخاء والتواضع.
ومن شعره «في ساق أسود» :
وأسود معسول الشمائل ناعم ال |
|
مفاصل مثل المسك في اللون والبشر |
فبات يريني الشمس تطلع من دجى |
|
إذا ضم يحسدها وتغرب في فجر |
وله أيضا :
لا تحسبوا أني امتنعت من البكا |
|
عند الوداع تجلدا وتصبرا |
لكنني زودت عيني نظرة |
|
والدمع يمنع لحظها أن تنظرا |
إن كان ما فاضت فقد ألزمتها |
|
صلة السهاد وسمتها هجر الكرا |
مولده في سنة سبع عشرة وخمسمائة ، وتوفي بالموصل في ثامن عشر جمادى الأولى سنة ست وثمانين وخمسمائة ـ رحمهالله تعالى.
__________________
(١) انظر : وفيات الأعيان ١ / ٤٦٧. وطبقات الشافعية ٤ / ٦٩. والأعلام ٧ / ١٧.
(٢) انظر : شذرات الذهب ٤ / ٢٨٧. والعبر في خبر من غبر ٤ / ٢٥٩. والوافي بالوفيات ١ / ٢١٠