الفرج بن كليب وأبي طاهر بن المعطوش وابن الجوزي وابن سكينة في آخرين وحدّث.
قرأ عليه «جزء أبي عوانة» الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي ، وسأله عن مولده فقال : في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
وتوفي بحران في السادس والعشرين من شوال سنة ثلاث وستمائة.
من أهل الأنبار. كان معلما للصبيان ، وينقل في البلدان ، وكان الرقة ؛ وكان من الكتاب البلغاء ، وبه يضرب المثل في الكتابة ؛ وعنه أخذ المترسلون.
قرأت في كتاب الوزراء لأبي عبد الله محمد بن عبدوس الجهشياري قال : أهدى عامل لمروان إلى مروان غلاما أسود ، فقال لعبد الحميد : اكتب إليه واذمم فعله في هديته. فكتب إليه : «لو وجدت لونا شرا من أسود وعددا أقل من واحد لأهديته»! وهذا مأخوذ من قول أعرابي قيل له : ما لك من الولد؟ فقال : قليل خبيث ، فقيل له : ما معناك في هذا؟ فقال : لا أقل من واحد ، ولا أخبث من بنت. قال : وساير عبد الحميد يوما مروان على دابة ، فقال له : كيف سيرها؟ فقال : همها أمامها وسوطها عنانها وما ضربت قط إلا ظلما.
قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر : بلغني أن عبد الحميد استخفى بعد قتل مروان ، فوجد بالشام أو بالجزيرة ، فدفعه السفاح إلى عبد الجبار بن عبد الرحمن ، وكان على شرطته ، فكان يحمي طشتا بالنار ويضعها على رأسه حتى مات.
أصله من همذان ، ونشأ ببغداد وسكنها ، وسمع به الحديث وبخراسان وأصبهان ، ودخل الشام ، وسكن مصر وحدّث هناك ووعظ.
ذكر أنه سمع من أبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وإسماعيل بن أبي القاسم
__________________
(١) انظر : وفيات الأعيان ٢ / ٣٩٤ ـ ٣٩٧.
(٢) انظر : شذرات الذهب ٤ / ٣٠١. والعبر ٤ / ٢٧٢.